الحلب فيُقصَدَ، فعبَّروا عن كل لئيم بذلك، وعليه قالوا في المَثَل: لئيم راضع، وقيل: لأنه يرضع اللؤم من أمه، وهو مطبوع عليه، وقيل: معناه: اليومُ يُظْهِر من أرضعته كريمة أو لئيمة، وقيل: اليوم يُعْرَف من أرضعته الحربُ من صغره. انتهى (?)، وقد تقدّم بأطول من هذا في الحديث الماضي.
وقوله: (فَأَلْحَقُ) معطوف على "خرجت"، وإنما اختار صيغة المضارع؛ لأجل حكاية الحال الواقعة إذ ذاك، ومثله قوله: "فأصكّ". (رَجُلًا مِنْهُمْ)؛ أي: من المشركين الذين أغاروا على السرح، "فَأَصُكّ". أي: أضرب (سَهْمًا فِي رَحْلِهِ) الرحل: مَرْكَبُ الإبل، (حَتَّى خَلَصَ)؛ أي: بلغ، ووصل (نَصْلُ السَّهْمِ)؛ أي: حديدته، (إِلَى كَتِفِهِ) قال النوويّ رحمهُ اللهُ: هكذا هو في معظم الأصول المعتمدة: "رَحْله" بالحاء، و"كتفه" بالتاء، بعدها فاء، وكذا نقله صاحب "المشارق"، و"المطالع"، وكذا هو في أكثر الروايات، والأول هو الأظهر، وفي بعضها: "رجله" بالجيم، و"كعبه" بالعين، ثم الباء الموحَّدة، قالوا: والصحيح الأول؛ لقوله في الرواية الأخرى: "فأصكه بسهم في نُغْضِ كتفه"، قال القاضي عياض في "الشرح": هذه رواية شيوخنا، وهو أشبه بالمعنى؛ لأنه يمكن أن يُصيب أعلى مؤخرة الرحل، فيصيب حينئذ إذا أنفذ كتفه، ومعنى "أصُكّ": أَضْرِبُ. انتهى (?).
وقال القرطبيّ رحمهُ اللهُ: قوله: "في رحله" كذا روايتنا فيه بالحاء المهملة، ويعني به: أن سهمه أصاب آخرة رحله، فنفذها، ووصل إلى كتفه، وفي بعض النسخ: "فأصكّه سهمًا في رجله حتى خلص إلى كعبه"، والأول أشبه. انتهى (?).
(قَالَ) سلمة (قُلْتُ: خُذْهَا: وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَع، وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ. قَالَ) سلمة (فَوَاللهِ مَا زِلْتُ أَرْمِيهِمْ)؛ أي: بالنبل، (وَأَعْقِرُ بِهِمْ) خيلهم، ومنه: "فعقر بعبد الرحمن فرسه"، ويَحْتَمِل أن يكون معناه: أَصِيح بهم، من قولهم: رَفَعَ عَقِيرته؛ أي: صوته، قاله القرطبيّ (?)، وقال النوويّ؛ أي: أعقر خيلهم،