لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ) "الطَّلِيعة" بفتح الطاء، وكسر اللام: القوم يُبعَثون أمام الجيش، يتعرّفون طِلْعَ الْعَدُوّ بالكسر؛ أي: خَبَره، والجمع: طلائع، قاله الفيّوميّ (?). (قَالَ سَلَمَةُ) - رضي الله عنه - (فَرَقِيتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ)؛ أي: للاطّلاع على خبر بني لحيان، (مَرَّتَيْن، أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِظَهْرِهِ) بفتح الظاء، وسكون الهاء: هي الإبل تُعدّ للركوب، وحَمْل الأثقال، (مَعَ رَبَاحٍ) بفتح الراء، وتخفيف الموحّدة، وهو مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما أوْضَحه هنا، وله ذِكر في "الصحيحين"، في حديث عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - في قصّة اعتزاله - صلى الله عليه وسلم - نساءه، وحديث سلمة - رضي الله عنه - هذا عند مسلم، وقال البلاذريّ: كان أسود، وكان يستأذن عليه - صلى الله عليه وسلم -، ثم صيّره مكان يسار بعد قتله، فكان يقوم بلقاحه (?)، والله تعالى أعلم.

وقوله: (غُلَامِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) بالجرّ على البدليّة من "رباح"، أو عطف البيان منه. (وَأَنَا مَعَهُ) جملة حاليّة من "رباح"، (وَخَرَجْتُ مَعَهُ بِفَرَسِ طَلْحَةَ) بن عبيد الله الذي سبق ذِكره، (أُنَدِّيَهِ مَعَ الظَّهْرِ)؛ أي: أُورده الماءَ، فيشرب قليلًا، ثم أرعاه، وأُورده، وهي التَّنْدِيَة، وأصلها للإبل، وقد تكون التندية في الفرس بمعنى: التضمير، وهي: أن يَجري الفرس حتى يَعْرَق، ويقال لذلك العرق: النَّدَى، قاله الأصمعيّ (?).

وقال النووي رحمهُ اللهُ: قوله: (أُنَدِّيهِ) هكذا ضبطناه بهمزة مضمومة، ثم نون مفتوحة، ثم دال مكسورة مشدّدة، ولم يذكر القاضي في "الشرح" عن أحد من رواة مسلم غير هذا، ونقله في "المشارق" عن جماهير الرواة، قال: ورواه بعضهم، عن أبي الحذاء في مسلم: "أُبَدِّيهِ" بالباء الموحّدة بدل النون، وكذا قاله ابن قتيبة؛ أي: أُخرجه إلى البادية، وأُبرزه إلى موضع الكلأ، وكلُّ شيء أظهرته فقد أبديته، والصواب رواية الجمهور بالنون، وهي رواية جميع المحدِّثين، وقول الأصمعيّ، وأبي عبيد، في "غريبه"، والأزهريّ، وجماهير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015