أي: على مقداره. انتهى (?).

وفي رواية البخاريّ: "كيف نسبه فيكم؟ "؛ أي: ما حال نسبه فيكم؟ أهو من أشرافكم، أم لا؟ ، وفي رواية له في "التفسير": "كيف حسبه؟ " مثل ما هنا، قال في "الفتح": كذا هنا، وفي غيرها: "كيف نسبه؟ "، والنسب: الوَجْه الذي يحصل به الإدلاء من جهة الآباء، والحَسَب: ما يَعُدّه المرء من مفاخر آبائه.

(قَالَ) أبو سفيان (قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو حَسَبٍ)؛ أي: حَسَبٍ رفيعٍ.

قال في "الفتح": استُشكِل هذا الجواب؛ لأنه لمَ يَزِد على ما في السؤال؛ لأن السؤال تضمَّن أن له نسبًا، أو حسبًا، والجواب كذلك.

وأجيب: بأن التنوين يدلّ على التعظيم، كأنه قال: هو فينا ذو نسب كبير، أو حسبٍ رفيعٍ، ووقع في رواية ابن إسحاق: "كيف نسبه فيكم؟ قال: في الذِّرْوَة"، وهي بكسر الذال المعجمة، وسكون الراء: أعلى ما في البعير من السنام، فكأنه قال: هو من أعلانا نسبًا، وفي حديث دحية عند البزار: "حَدِّثْنِي عن هذا الذي خَرَج بأرضكم، ما هو؟ قال: شابّ، قال: كيف حسبه فيكم؟ قال: هو في حسب، ما لا يُفَضل عليه أحدٌ، قال: هذه آية". انتهى.

(قَالَ) هرقل (فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ؟ ) هكذا أيضًا عند البخاريّ بإسقاط "من"، وعنده من رواية كريمة، والأصيليّ، وأبي الوقت: "من ملك" بزيادة "من" الجارّة، ولابن عساكر بفتح "مَنْ" و"مَلَكَ" فعلٌ ماض، قال الحافظ: والجارّة أرجح؛ لسقوطها من رواية أبي ذرّ، والمعنى في الثلاثة واحد. انتهى (?).

وقال في "العمدة": قوله: "فهل كان من آبائه مِن مَلِك": فيه ثلاث روايات:

إحداها: أن كلمة "مِنْ" حرف جرّ، و"مَلِك" صفة مشبهة، أعني بفتح الميم، وكسر اللام، وهي رواية كريمة، والأصيليّ، وأبي الوقت.

والثانية: أن كلمة "مَنْ" موصولة، و"مَلَكَ" فعل ماض، وهي رواية ابن عساكر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015