رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -)؛ أي: في مدّة الصلح التي عَقَدَتْها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت في سنة ست، وكانت مدتها عشر سنين، كما في السيرة، وأخرجه أبو داود من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -، ولأبي نعيم في مسند عبد الله بن دينار: كانت أربع سنين، وكذا أخرجه الحاكم في "البيوع" من "المستدرك"، والأول أشهر، لكنهم نقضوا، فغزاهم سنة ثمان، وفَتَح مكة، قاله في "الفتح" (?).
(قَالَ: فَبَيْنَا أنا بِالشَّأْمِ) مهموز، ويجوز تركه، وفيه لغة ثالثة: شَآمٍ، بفتح الشين، والمدّ، وهو مذكر، ويؤنث أيضًا، حكاه الجوهرقي، والنسبَة إليه: شاميّ، وشآم، بالمدّ، على فَعَال، وشآميّ بالمد، والتشديد، حكاها الجوهريّ عن سيبويه، وأنكرها غيره؛ لأن الألف عوض من ياء النسب، فلا يُجمع بينهما.
سُمِّي بشامات هناك حُمْر وسُود، وقال الرشاطيّ: الشام جمع شامة، سُمِّيت بذلك؛ لكثرة قراها، وتداني بعضها ببعض، فشُبِّهت بالشامات، وقيل: سُمّيت بسام بن نوح عليه السلام، وذلك لأنه أول من نزلها، فجُعلت السين شينًا، وقال أبو عبيد: لم يدخلها سام قط، وقال أبو بكر بن الأنباريّ: يجوز أن يكون مأخوذًا من اليد الشُّؤمَى، وهي اليسرى؛ لكونها من يسار الكعبة.
وحدّ الشام طولًا من العريش إلى الفرات، وقيل: إلى بالس، وقال أبو حيان في "صحيحه": أول الشام بالس، وآخره العريش، وأما حدّه عرضًا: فمن جبل طيّ من نحو القبلة إلى بحر الروم، وما يسامت ذلك من البلاد، وقال ابن حوقل: أما طول الشام فخمس وعشرون مرحلة، من ملطية إلى رفح، وأما عرضه فأعرض ما فيه طرفاه، فأحد طرفيه من الفرات من جسر منبح على منبح، ثم على قورص، في حد قنسرين، ثم على العواصم في حد أنطاكية، ثم مقطع جبل اللكام، ثم على المصيصة، ثم على أذنة، ثم على طرسوس، وذلك نحو عشر مراحل، وهذا هو السمت المستقيم، وأما الطرف الآخر، فهو من حدّ فلسطين، فيأخذ من البحر من حدّ يافا، حتى ينتهي إلى الرملة، ثم إلى بيت المقدس، ثم إلى أريحا، ثم إلى زعز، ثم إلى جبل الشراه، إلى أن ينتهي