شرح الحديث:

(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما - (أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ) واسمه صخر - بالمهملة، ثم بالمعجمة - ابن حرب - بالمهملة، والراء، وبالباء الموحدة - ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصَيّ القرشيّ الأمويّ المكيّ، ويُكنى بأبي حنظلة أيضًا، وُلِد قبل الفيل بعشر، وأسلم ليلة الفتح، وشَهِد الطائف، وحُنينًا، وأعطاه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من غنائم حنين مائة من الإبل، وأربعين أوقية، وفُقئت عينه الواحدة يوم الطائف، والأخرى يوم اليرموك تحت راية ابنه يزيد، فنزل بالمدينة، ومات بها سنة إحدى وثلاثين، وقيل: سنة أربع، وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وصلى عليه عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، وهو والد معاوية - رضي الله عنهما - (?).

(أَخْبَرَهُ)؛ أي: أخبر ابن عبّاس - رضي الله عنهما -، (مِنْ فِيهِ إِلَى فِيهِ)؛ أي: مشافهةً بدون واسطة، ولفظ البخاريّ في "التفسير": "حدّثني أبو سفيان، من فيه إلى فيّ"، قال في "الفتح": إنما لم يقل: إلى أذني يشير إلى أنه كان متمكنًا من الإصغاء إليه، بحيث يجيبه إذا احتاج إلى الجواب، فلذلك جعل التحديث متعلقًا بفمه، وهو في الحقيقة إنما يتعلق بإذنه.

[تنبيه]: قال في "الفتح": واتّفق أكثر الروايات على أن الحديث كلّه من رواية ابن عباس، عن أبي سفيان، إلا ما وقع من رواية صالح بن كيسان، عن الزهريّ في "الجهاد"، فإنه ذكر أول الحديث عن ابن عباس إلى قوله: "فلما جاء قيصرَ كتابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال حين قرأه: التَمِسُوا لي ها هنا أحدًا من قومه؛ لأسألهم عنه. قال ابن عباس: فأخبرني أبو سفيان أنه كان بالشام ... " الحديث، كذا وقع عند أبي يعلى من رواية الوليد بن محمد، عن الزهري، وهذه الرواية المفَصّلة تُشعر بأن فاعل "قال" الذي وقع هنا من قوله: "قال: وكان دحية ... إلخ" هو ابن عباس، لا أبو سفيان، وفاعل "قال: وقال هرقل: هل هنا أحد"، هو أبو سفيان. انتهى (?).

(قَالَ: انْطَلَقْتُ)؛ أي: ذهبت إلى الشام (فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْني وَبَيْنَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015