مرضًا أشفى على الموت، قال: فعادني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله إن لي مالًا كثيرًا، وليس يرثني إلا ابنة لي، أفأوصي بثلثي مالي؟ قال: "لا" قلت: فبشطر مالي؟ قال: "لا" قلت: فبثلث مالي؟ قال: "الثلث، والثلث كثير، إنك يا سعد أن تَدَعَ ورثتك أغنياء خير لك من أن تدعهم فقراء، يتكففون الناس، إنك يا سعد لن تنفق نفقةً، تبتغي بها وجه الله، إلا ازددت درجةً ورفعةً، ولعلك أن تُخَلَّف حتى ينفع الله بك أقوامًا، وَيضُرّ بك الآخرين، اللهم أَمْضِ لأصحابي هجرتهم، ولا تَرُدّهم على أعقابهم، لكن البائس سعد ابن خولة"، رثى له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان مات بمكة. انتهى (?).

وأما رواية يونس، عن الزهريّ، فساقها أبو عوانة في "مسنده" مقرونًا بمالك، فقال:

(5768) - حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قثنا ابن وهب، قال: أخبرني رجال من أهل العلم، منهم مالك بن أنس، ويونس بن يزيد، أن ابن شهاب حدّثهم، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، أخبره عن سعد بن أبي وقاص، أنه قال: جاءني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام حجة الوداع، من وجع اشتدّ بي، قال: قلت: يا رسول الله، قد بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة لي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: "لا"، قال: قلت: فالشطر يا رسول الله؟ ، قال: "لا"، قلت: فبالثلث؛ قال: "الثلث كثير".

في حديث يونس: "إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالةً يتكففون الناس، وإنك أن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله، إلا أُجرت فيها، حتى ما تجعل في فِي امرأتك"، قال: قلت: يا رسول الله أُخَلَّف بعد أصحابي؟ قال: "إنك لن تُخَلَّف، فتعمل عملًا صالِحًا، تبتغي به وجه الله، إلا ازددت درجةً ورفعةً، ولعلك أن تُخَلَّف حتى ينتفع بك أقوام، ويُضَرَّ بك آخرون، اللهم أَمْضِ لأصحابي هجرتهم، ولا تَرُدَّهم على أعقابهم، لكن البائس سعد ابن خولة"، يرثي له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن مات بمكة. انتهى (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015