المختلِط يُقبل بأحد شرطين: إما عن طريق من أخذ عنه قبل الاختلاط، وإما ما وافق فيه الثقات، وهذا منه، فتنبّه، وقد حقّقت هذا البحث في نظمي "عمدة المحتاط"، وشرحه "عدّة أولي الاغتباط"، فراجعه تستفد، وبالله تعالى التوفيق.

4 - (أَبُو نَضْرَةَ) المنذر بن مالك بن قُطَعَةَ الْعَبْديّ الْعَوَقيّ البصريّ، ثقةٌ [3] (ت 8 أو 109) (خت م 4) تقدم في "الإيمان" 6/ 127.

و"جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-" ذُكر قبله.

وقوله: (وَسَاقَ الْحَدِيثَ) فاعل "ساق" ضمير أبي نضرة، وَيحْتَمل أن يكون ضمير شيخه أبي كامل، والأول أظهر، والله تعالى أعلم.

وقوله: (فَنَخَسَهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) أي: طعنه، يقال: نَخَست الدابّةَ نَخْسًا من باب نصر: طعنته بعُود، أو غيره، فهاج، والفاعل: نَخّاسٌ مبالغةٌ، ومنه قيل لدلّال الدوابّ ونحوها: نَخَّاس، قاله الفيّوميّ رحمه الله (?).

وقوله: ("ارْكَبْ بِاسْمِ اللهِ") فيه دليلٌ على استحباب التبرك ببسم الله عند افتتاح كل فعل، وإن كان من المباحات، فليس مخصوصًا بالقُرَب، فإنه كما قال في الوضوء: "توضؤوا باسم الله" قال هنا في الركوب: "اركب باسم الله" (?).

وقوله: (فَمَا زَالَ يَزِيدُنِي) أي: في الثمن، كما بيّنه في رواية ابن ماجه الآتية في التنبيه ولفظه: "فقال لي: "أتبيع ناضحك هذا بدينار؟ والله يغفر لك"، قلت: يا رسول الله، هو ناضحكم، إذا أتيت المدينة، قال: "فتبيعه بدينارين؟ والله يغفر لك"، قال: فما زال يزيدني دينارًا دينارًا، ويقول مكان كل دينار: "والله يغفر لك" حتى بلغ عشرين دينارًا".

وقوله: (وَيَقُولُ: "وَاللهُ يَغْفِرُ لَكَ") زاد في رواية النسائيّ من طريق سليمان التيميّ، عن أبي نضرة: "قال أبو نضرة: وكانت كلمةً يقولها المسلمون: افعل كذا وكذا، والله يغفر لك".

والمعنى: أن قوله -صلى الله عليه وسلم-: "والله يغفر لك" كلمة اعتاد المسلمون قولها عندما يأمر بعضهم بعضًا، ولعلهم أخذوا ذلك من هذا الحديث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015