فالكلمة هنا المراد بها الكلام، كما قال في "الخلاصة":

وَكِلْمَةٌ بِهَا كَلَامٌ قَدْ يُؤَمْ

وقال القرطبيّ بعد ذكر كلام أبي نضرة هذا، ما نصّه: قلت: وهو كلامٌ يُخرجه فرط المحبّة، والشفقة، وإرادة الخير للمسلمين، وهو على معنى الدعاء. انتهى (?).

[تنبيه]: رواية أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- هذه ساقها ابن ماجه في "سننه" (2/ 743) فقال:

(2205) - حدّثنا محمد بن يحيى، ثنا يزيد بن هارون، عن الجريريّ، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، قال: كنت مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في غزوة، فقال لي: "أتبيع ناضحك هذا بدينار؟ والله يغفر لك"، قلت: يا رسول الله، هو ناضحكم، إذا أتيت المدينة، قال: "فتبيعه بدينارين؟ والله يغفر لك"، قال: فما زال يزيدني دينارًا دينارًا، ويقول مكان كل دينار: "والله يغفر لك" حتى بلغ عشرين دينارًا، فلما أتيت المدينة، أخذت برأس الناضح، فأتيت به النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "يا بلال أعطه من الغنيمة عشرين دينارًا"، وقال: "انطلق بناضحك، فاذهب به إلى أهلك". انتهى.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام البحث فيه، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:

[4096] ( ... ) - (وَحَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا أَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم -وَقَدْ أَعْيَا بَعِيرِي- قَالَ: فَنَخَسَهُ، فَوَثَبَ، فَكُنْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَحْبِسُ خِطَامَهُ لأَسْمَعَ حَدِيثَهُ، فَمَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، فَلَحِقَنِي النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: "بِعْنِيهِ"، فَبِعْتُهُ مِنْهُ بِخَمْسِ أَوَاقٍ، قَالَ: قُلْتُ: عَلَى أَنَّ لِي ظَهْرَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: "وَلَكَ ظَهْرُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ"، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ أَتَيْتُهُ بِهِ، فَزَادَنِي وُقِيَّة (?)، ثُمَّ وَهَبَهُ لِي).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015