معنى "افتح": احكُم، أو بَيِّن الحكم فيه، والفتّاح: الحاكم، ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} [سبأ: 26]، ووقع في رواية أحمد بلفظ: "اللهمّ احكم" (?).

وقوله: ("مَهْ") كلمة كَفّ وزَجْرٍ، يعني انتهي عما ترينه من اللعان، واعترفي بالحقّ، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وكأنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - غلب على ظنّه كذبها، ولذلك قال في آخر الحديث: "لعلها أن تجيء به أسود جعدًا"، يعني على خلاف شَبَه صاحب الفراش، فجاءت به كما وصف - صلى الله عليه وسلم -، وقد ورد في قصّة هلال بن أميّة في حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما - عند البخاريّ وغيره: أن المرأة تلكّأت بعد ذلك، ونَكَصَتْ، حتى ظنّ الصحابة - رضي الله عنهم - أنها سترجع، ولكنها قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخره: "لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن".

وقوله: (جَعْدًا) قال في "النهاية": الْجَعْد في صفات الرجال يكون مدحًا وذَمًّا، فالمدح معناه أن يكون شديد الأَسْر والْخَلْق، أو يكون جَعْد الشعر، وهو ضد السَّبْط؛ لأن السُّبُوطة أكثرها في شعور المعجم، وأما الذمّ فهو القصير المتردِّدُ الخلق، وقد يُطْلَق على البخيل أيضًا، يقال: رجل جَعْدُ اليدين، ويُجمَع على الْجِعَاد. انتهى (?).

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [3750 و 3751] (1495)، و (أبو داود) في "الطلاق" (2253)، و (ابن ماجه) في "الطلاق" (2068)، و (أحمد) في "مسنده" (1/ 421 - 422)، و (الطبريّ) في "تفسيره" (18/ 84)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (4281)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (3/ 207)، و (البيهقيّ) في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015