من فقهاء البصرة على أن اللعان لا يقتضي الفرقة، كما تقدّم نقله عنه، وكأنه لم يبلغه حديث ابن عمر، قاله في "الفتح" (?).

(فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ) لا يُعرف اسمه (?). (اسْتَأْذِنْ لِي، قَالَ: إِنَّهُ قَائِلٌ) من القيلولة، يقال: قال يَقِيل قَيْلًا، وقَيْلُولةً: نام نصف النهار، والقائلة: وقت القيلولة، وقد تُطلق على القيلولة (?). (فَسَمِعَ صَوْتِي، قَالَ: ابْنُ جُبَيْرٍ؟ ) برفع "ابن"، وهو بتقدير الاستفهام، أي: قال ابن عمر: أأنت ابن جبير؟ (قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ادْخُلْ، فَوَاللهِ مَا جَاءَ بِكَ هَذِهِ السَّاعَةَ إِلَّا حَاجَةٌ) فيه أنه لا يُشقّ على العالم، ومن يُحتاج إليه في أوقات راحتهم، وأن المحتاج إليه إذا عَلِم من القرائن أن الآتي إليه في وقت راحته إنما جاء لضرورة عَرَضت له، لا ينبغي أن يضجر له، بل يواجهه ببشاشة (?). (فَدَخَلْتُ، فَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ) "إذا" هي الْفُجائيّة، أي: ففاجأني افتراشه (بَرْذَعَةً) بفتح الموحّدة، وسكون الراء، فذال معجمة، ويقال: بالدال المهملة: الْحِلْسُ يُلْقَى تحت الرحل، أفاده المجد (?)، وفيه زَهادة ابن عمر - رضي الله عنهما - (مُتَوَسِّدٌ وِسَادَةً) بكسر الواو: الْمِخَدّة، وجمعها وَسادات، ووسائد، والوساد بغير هاء: كل ما يُتوسّد به، من قُماش، وتُراب، وغير ذلك، وجمعها وُسُدٌ، مثلُ كتاب وكُتُب، ويقال: الوسائد لغة في الوسادة، قاله الفيّوميّ (?). (حَشْوُهَما) بفتح، فسكون؛ أي: ما جُعل فيها، ومُلئت به (لِيفٌ) بكسر اللام؛ أي: لحاء شجر (قُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ) كنية عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -، وهو بتقدير حرف النداء، كما قال الحريريّ رحمه الله في "مُلحته":

وَحَذْفُ "يَا" يَجُوزُ فِي النِّدَاءَ ... كَقَوْلِهِمْ "رَبِّ اسْتَجِبْ دُعَائِي"

وقال ابن مالك رحمه الله في "خلاصته":

وَغَيْرُ مَنْدُوبٍ وَمُضْمَرٍ وَمَا ... جَا مُسْتَغَاثًا قَدْ يُعَرَّى فَاعْلَمَا

وَذَاكَ فِي اسْمِ الْجِنْسِ وَالْمُشَارِ لَهْ ... قَلَّ وَمَنْ يَمْنَعْهُ فَانْصُرْ عَاذِلَهْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015