وقال ابن الأثير في تفسير حديث: "الجالسُ وَسْط الحلقة ملعون" (?)، ما نَصُّه: الوَسْط بالتسكين، يقال فيما كان متفرق الأجزاء، غير متصل؛ كالناس، والدوابّ، وغير ذلك، فإذا كان متصل الأجزاء؛ كالدار، والرأس، فهو بالفتح، وكلُّ ما يصلح فيه "بَيْنَ" فهو بالسكون، وما لا يصلح فيه "بَيْن"، فهو بالفتح، وقيل: كلٌّ منهما يقع موقع الآخر، قال: وكأنه الأشبه، قال: وإنما لُعِن الجالس وسط الحلقة؛ لأنه لا بدّ، وأن يستدبر بعض المحيطين به، فيؤذيهم، فيلعنونه، ويذمُّونه.

قال المرتضى - رَحِمَهُ اللهُ -: وقديمًا كنت أسمع شيوخنا يقولون في الفرق بينهما كلامًا شاملًا لما ذكروه، وهو: الساكن متحرِّك، والمتحرِّك ساكنٌ، وما فصّلناه مُدرَجٌ تحت هذا الكامن، وقال الصَّفَديّ في "تاريخه": أنشدني الشيخ جمال الدين يوسف بن محمد الْعُقيليّ السُّرمَرّيّ لنفسه [من الخفيف]:

فَرْقُ مَا بَيْنَهُمْ وَسَطُ الشَّيْ ... ءِ وَوَسْطٌ تَحْرِيكًا أَوْ تَسْكِينَا

مَوْضِعٌ صَالِح لِبَيْنَ فَسَكِّنْ ... وَلفِي حَرِّكَنْ تَرَاهُ مُبِينَا

كَجَلَسْتُ وَسْطَ الْجَمَاعَةِ إِذْ هُمْ ... وَسَطُ الدَّارِ كُلُّهُمْ جَالِسِينَا

والله أعلم، وبه نستعين. انتهى ما كتبه المرضى - رَحِمَهُ اللهُ - في "شرح القاموس" (?)، وهو بحثٌ مفيد جدًّا، ولهذا نقلته بطوله، والله تعالى وليّ التوفيق.

(فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا؛ لقْتُلُهُ، فَتَقْتُلُونَهُ؟ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قَدْ نَزَلَ فِيكَ، وَفي صَاحِبَتِكَ) ولفظ البخاريّ: "قد أنزل الله فيك، وفي صاحبتك"، قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: ظاهر هذا السياق أنه كان تقدّم منه إشارة إلى خصوص ما وقع له مع امرأته، فيترجّح أحد الاحتمالات التي أشار إليها ابن العربيّ.

لكن ظهر لي من بقية الطُّرُق أن في السياق اختصارًا، ويوضح ذلك ما وقع في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - في قصة الْعَجلانيّ بعد قوله: "إن تكلم تكلم بأمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015