ووقع في رواية أخرى: "على رِمال سرير"، ووقع في رواية سماك: "على حصير، وقد أثّر الحصير في جنبه"، وكأنه أطلق عليه حَصِيرًا تغليبًا، وقال الخطابيّ: رِمَال الحصير: ضُلُوعه المتداخلة بمنزلة الخيوط في الثوب، فكأنه عنده اسم جمع، قال الحافظ: وقوله: "ليس بينه وبينه فراش، قد أَثَّر الرِّمال بجنبه" يؤيد ما قدمته أنه أَطْلق على نسج السرير حصيرًا. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: إضافة "رَمْلِ" إلى "حَصِيرٍ" في رواية المصنّف من إضافة الصفة إلى الموصوف؛ أي: الحصير المرمول؛ أي: المنسوج، والله تعالى أعلم.
(قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ) أي: قد ظهر في جنبه - صلى الله عليه وسلم - الشريف أثر ذلك الحصير؛ لعدم فراش يقيه منه (فَقُلْتُ) زاد في رواية البخاريّ: "وأنا قائم" (أَطَلَّقْتَ يَا رَسُولَ اللهِ نِسَاءَكَ؟ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ) ولفظ البخاريّ: "فرفع إليّ بصره" (وَقَالَ: "لَا") أي: لم أطلِّقهن، وإنما اعتزلت عنهنّ (فَقُلْت: الله أَكْبَرُ) قال الكرمانيّ رحمه اللهُ: لَمّا ظَنّ الأنصاريّ أن الاعتزال طلاقٌ، أو ناشئ عن طلاق أخبر عمرَ بوقوع الطلاق، جازمًا به، فلما استَفْسَر عمر عن ذلك، فلم يجد له حقيقة كَبَّر تعجبًا من ذلك. انتهى.
ويَحْتَمِل أن يكون كبّر الله حامدًا له على ما أنعم به عليه، من عدم وقوع الطلاق، وفي حديث أم سلمة - رضي الله عنها -، عند ابن سعد: "فكبّر عمر تكبيرةً سمعناها، ونحن في بيوتنا، فعلمنا أن عمر سأله: أطلقت نساءك؟ فقال: لا، فكبّر حتى جاءنا الخبر بعدُ"، ووقع في رواية سماك السابقة: "فقلت: يا رسول الله أطلقتهنّ؟ قال: لا، قلت: إني دخلت المسجد، والمسلمون ينكتون بالحصى، يقولون: طَلَّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه، أفأنزل، فأخبرهم أنك لم تطلقهنّ؟ قال: نعم، إن شئت"، وفيه: "فقمت على باب المسجد، فناديت بأعلى صوتي، لم يطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه" (?).
(لَوْ رَأَيْتَنَا يَا رَسُولَ اللهِ) وفي رواية البخاريّ: "ثم قلت، وأنا قائم: أستأنس يا رسول الله؟ "، قال في "الفتح": يَحْتَمِل أن يكون قوله: "أستأنس"