الحوادث الكائنة عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (وَآتِيهِ بِمِثْلِ ذَلِكَ) وفي رواية ابن سعد المذكورة: "لا يسمع شيئًا إلا حدّثه به، ولا يسمع عمر شيئًا إلا حدثه به"، وفي رواية عُبيد بن حُنين السابقة: "إذا غِبت أتاني بالخبر، وإذا غاب كنت آتيه بالخبر"، ولفظ البخاريّ: "إذا غاب، وشهدت أتيته بما يكون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وفي رواية الطيالسيّ: "يحضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غبت، وأحضره إذا غاب، ويخبرني، وأخبره" (وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ غَسَّانَ) والأشهر فيه ترك صرفه باعتبار القبيلة، وقيل: يُصرف باعتبار أنه أبٌ، أو حي، وقد سمّاه ابن سعد في روايته: "الحارث بن أبي شَمِر" (تُنْعِلُ الْخَيْلَ) وفي لفظ للبخاريّ: "وكنا قد تحدثنا أن غَسّان تنعل الخيل"، وفي لفظ له في "المظالم": "تُنْعِل النعال" أي: تستعمل النعال، وهي نعال الخيل.
وَيحْتَمِل أن يكون بالموحدة، ثم المعجمة، ويؤيده لفظ الخيل في هذه الرواية، و"تُنْعِل" في الموضعين بفتح أوله، وأنكر الجوهريّ ذلك في الدابة، فقال: أنعلت الدابة، ولا تقل: نَعَلتُ، فيكون على هذا بضم أوله، وحكى عياض في "تُنعل الخيل" الوجهين، وغَفَل بعض المتأخرين، فرَدّ عليه، وقال المجد في البخاريّ: "تنعل النعال"، فاعتمد على الرواية التي في "المظالم"، ولم يستحضر التي هنا، وهي التي تكلم عليها عياض، قاله في "الفتح" (?).
(لِتَغْزُوَنَا) وقع في رواية عُبيد بن حُنين السابقة: "ونحن حينئذ نتخوف ملِكًا من ملوك غسان، ذُكِر لنا أنه يريد أن يسير إلينا، فقد امتلأت صدورنا منه"، وفي روايته عند البخاريّ في "اللباس": "وكان مَن حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد استقام له، فلم يبق إلا ملك غسان بالشام، كنا نخاف أن يأتينا"، وفي رواية الطيالسيّ: "ولم يكن أحد أخوف عندنا من أن يغزونا ملك من ملوك غسان".
(فَنَزَلَ صَاحِبِي، ثُمَّ أَتَانِي عِشَاءً) لفظ البخاريّ: "فرجع إلينا عِشاءً" (فَضَرَبَ بَابِي) زاد في رواية البخاريّ: "ضربًا شديدًا" (ثُمَّ نَادَانِي) ولفظ البخاريّ: "وقال: أَثَمَّ هو؟ "؛ أي: في البيت، وذلك لبطء إجابتهم له، فظنّ أنه خرج من البيت، وفي رواية عُقيل: "أنائم هو؟ "، وهي أولى، قاله في "الفتح" (?).