إياها"، وعند ابن سعد في رواية أخرى: "إنه ليس لك مثل حَظوة عائشة، ولا حسن زينب"، يعني بنت جحش.
وزاد عُبيد بن حُنين في هذه الرواية: "ثم خرجتُ حتى دخلت على أم سلمة؛ لقرابتي منها"، يعني لأن أم عمر كانت مخزومية، مثل أم سلمة، وهي أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة، ووالدة عمر حنتمة بنت هاشم بن المغيرة، فهي بنت عم أمه، وفي رواية يزيد بن رُومان: "ودخلت على أم سلمة، وكانت خالتي"، وكأنه أطلق عليها خالة؛ لكونها في درجة أمه، وهي بنت عمها، وَيحْتَمِل أن تكون ارتضعت معها، أو أختها من أمها، قاله في "الفتح" (?).
(قَالَ) عمر - رضي الله عنه - (وَكَانَ لِي جَارٌ مِنَ الْأَنْصَارِ) قال في "الفتح": اسم الجار المذكور أوس بن خَوْلِيّ بن عبد الله بن الحارث الأنصاريّ، سماه ابن سعد من وجه آخر، عن الزهريّ، عن عروة، عن عائشة، فذكر حديثًا، وفيه: "وكان عُمَر مؤاخيًا أوس بن خَوْلي، لا يسمع شيئًا إلا حدّثه، ولا يسمع عمر شيئًا إلا حدّثه"، فهذا هو المعتمد.
وأما ما تقدّم في "العلم" عمن قال: إنه عتبان بن مالك، فهو من تركيب ابن بشكوال، فإنه جوَّز أن يكون الجار المذكور عتبان؛ لأن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - آخَى بينه وبين عمر، لكن لا يلزم من الإخاء أن يتجاورا، والأخذ بالنصّ مقدَّم على الأخذ بالاستنباط، وقد صرحت الرواية المذكورة عند ابن سعد أن عمر كان مؤاخيًا لأوس، فهذا بمعنى الصداقة، لا بمعنى الإخاء الذي كانوا يتوارثون به، ثم نُسِخ، وقد صرح به ابن سعد بأن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - آخَى بين أوس بن خَوْليّ وشُجاع بن وهب، كما صرح به بأنه آخَى بين عمر وعتبان بن مالك، فتبيّن أن معنى قوله: "كان مؤاخيًا" أي: مصادقًا، ويؤيد ذلك أن في رواية عُبيد بن حُنين: "وكان لي صاحب من الأنصار". انتهى (?).
(فَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) وفي لفظ للبخاريّ: "على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (فَيَنْزِلُ يَوْمًا، وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَيَأْتِينِي بِخَبَرِ الْوَحْيِ وَغَيْرِهِ) أي: من