(فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ) وفي رواية البخاريّ: "ففزِعتُ، فخرجت إليه" (فَقَالَ: حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ) وللبخاريّ: "فقال: قد حدث اليوم أمر عظيم" (قُلْتُ: مَاذَا؟ ) وللبخاريّ: "ما هو؟ " (أَجَاءَتْ غَسَّانُ؟ ) وللبخاريّ: "أجاء غسان؟ "، تقدّم أنه يجوز صرفه، وعدمه، وفي رواية عبيد بن حنين: "أجاء الغساني؟ "، (قَالَ: لَا، بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَطْوَلُ) ولفظ البخاريّ: "وأهول"، قال في "الفتح": هو بالنسبة إلى عمر؛ لكون حفصة بنته منهنّ. انتهى. (طَلَّقَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - نِسَاءَهُ) قال في "الفتح": كذا وقع في جميع الطرق عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور: "طَلَّق" بالجزم، ووقع في رواية عمرة، عن عائشة، عند ابن سعد: "فقال الأنصاريّ: أمر عظيم، فقال عمر: لعل الحارث بن أبي شَمِر سار إلينا؟ فقال الأنصاريّ: أعظم من ذلك، قال: ما هو؟ قال: ما أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا قد طلَّق نساءه"، وأخرج نحوه من رواية الزهريّ، عن عروة، عن عائشة، وسَمَّى الأنصاريَّ أوسَ بن خَوْليّ، كما تقدم، ووقع قوله: "طلق" مقرونًا بالظنّ. انتهى (?).
(فَقُلْتُ: قَدْ خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ) إنما خصها بالذكر؛ لمكانتها منه؛ لكونها بنته، ولكونه كان قريب العهد بتحذيرها من وقوع ذلك، ووقع في رواية عُبيد بن حُنين: "فقلت: رَغِم أنفُ حفصة وعائشة"، وكأنه خصهما بالذكر؛ لكونهما كانتا السبب في ذلك، كما تقدّم بيانه (قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا كَائِنًا) ولفظ البخاريّ: "قد كنت أظنّ هذا يوشك أن يكون"، بكسر الشين من يوشك؛ أي: يقرب، وذلك لمّا كان تقدم له من أن مراجعتهن قد تفضي إلى الغضب المفضي إلى الفرقة (حَتَّى إِذَا صَلَّيْتُ الصُّبْحَ، شَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِيِ) ولفظ البخاريّ: "فجمعت عليّ ثيابي، فصلّيت الصبح مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - " (ثُمَّ نزَلْتُ، فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ، وَهِيَ تَبْكِي) وفي رواية سماك المتقدّمة: "أنه دخل أوّلًا على عائشة، فقال: يابنت أبي بكر، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: ما لي ولك يا ابن الخطاب؟ عليك بِعَيبتك"؛ أي: عليك بخاصتك، وموضع سرّك، ومرادها: عليك بوعظ ابنتك (فَقُلْتُ: أَطَلَّقَكُنَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ ) وفي