تؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وفي رواية الطيالسيّ: "فقلت: متى كنتِ تدخلين في أمورنا؟ فقالت: يا ابن الخطاب، ما يستطيع أحد أن يكلمك، وابنتك تكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى يظل غضبان".
وقولها: "اليومَ إلى الليل" بنصب "اليوم" على الظرفيّة لـ"تهجر"؛ أي: من أول النهار إلى أن يدخل الليل، وَيحْتَمِل أن يكون المراد: حتى إنها لتهجره اليومَ مضافًا إلى الليل.
(فَانْطَلَقْتُ) زاد في رواية البخاريّ: "فأفزعني ذلك، فقلت لها: قد خاب من فَعَلَ ذلكِ منهنّ، ثم جمعت عليّ ثيابي، فنزلت" (فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ) يعني ابنته، وبدأ بها لمنزلتها منه (فَقُلْتُ: أَتُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ) وفي رواية عُبيد بن حُنين: "فقالت حفصة: والله لنراجعه"، وفي رواية حماد بن سلمة: "فقلت: ألا تتّقين الله" (فَقُلْتُ: أَتَهْجُرُهُ إِحْدَاكُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ؟ ) وفي رواية البخاريّ: "فقلت لها؛ أي: حفصةُ، أتغاضب إحداكنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - اليوم حتى الليل؟ " (قَالَتْ: نَعَمْ، قُلْتُ: قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْكُنَّ وَخَسِرَ) وفي نسخة: "وخسِرَت" فالتذكير بالنظر إلى لفظ "من"، والتأنيث بالنظر إلى المعنى (أفَتَأْمَنُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ يَغْضَبَ اللهُ عَلَيْهَا لِغَضَبِ رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا هِيَ قَدْ هَلَكَتْ؟ ) وفي رواية البخاريّ: "أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتهلكي"، قال في "الفتح": كذا هو بالنصب للأكثر، ووقع في رواية عُقيل: "فتهلكين"، وهو على تقدير محذوف، وتقدم في "كتاب المظالم": "أفتأمنُ أن يغضب الله لغضب رسوله، فتهلكين"، قال أبو عليّ الصدفيّ: الصواب: أفتأمنين، وفي آخره: فتهلكي، كذا قال، وليس بخطأ؛ لإمكان توجيهه.
وفي رواية عُبيد بن حُنين: "فتهلكن" بسكون الكاف، على خطاب جماعة النساء، وعنده: "فقلت: تَعْلَمِين أني أحذِّرك عقوبة الله، وغضب رسوله".
(لَا تُرَاجِعِي رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَا تَسْأَلِيهِ شَيْئًا، وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ) أي: ظهر لك، وفي رواية البخاريّ: "لا تستكثري النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ولا تراجعيه في شيء، ولا تهجريه، وسليني ما بدا لك"، ومعنى: "لا تستكثري": أي لا تطلبي منه الكثير، ومعنى: "لا تراجعيه في شيء" أي: لا ترادّيه في الكلام، ولا تردي عليه، و"لا تهجريه" أي: ولو هجركِ.