من أدب نساء الأنصار"؛ أي: من سِيرتهنّ، وطريقتهنّ، وفي رواية له: "من أَرَبِ" بالراء، وهو العقل، وفي رواية يزيد بن رُومان: "فلما قَدِمنا المدينة تزوجنا من نساء الأنصار، فجعلن يكلمننا، ويراجعننا" (قَالَ) عمر - رضي الله عنه - (وَكَانَ مَنْزِلِي فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ) أي: ابن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس (بِالْعَوَالِي) أي: عوالي المدينة، والعوالي: جمع عالية، وهي قُرًى بقرب المدينة، مما يلي المشرق، وكانت منازل الأوس (فَتَغَضَّبْتُ) أي: استعملت الغضب؛ أي: أسبابه (يَوْمًا عَلَى امْرَأَتِي) وفي رواية البخاريّ: "فَسَخَبْتُ على امرأتي"، بسين مهملة، ثم خاء معجمة، ثم موحدة، وفي رواية الكشميهنيّ بالصاد المهملة، بدل السين، وهما بمعنًى، والصَّخَب، والسَّخَب: الزجر من الغضب.
وفي رواية: "فصحت" بحاء مهملة، من الصياح، وهو رفع الصوت، ووقع في رواية عُبيد بن حُنين: "فبينما أنا في أمر أتأمره" أي: أتفكر فيه، وأُقَدِّره، "فقالت امرأتي: لو صنعت كذا وكذا" (فَإِذَا هِيَ تُرَاجِعُنِي) "إذا" هي الفُجائيّة؛ أي: ففاجأني مراجعتها إياي، وفي رواية عُبيد بن حُنين: "قال: فبينما أنا في أمر أئتمره، إذ قالت لي امرأتي: لو صنعت كذا وكذا" (فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي) أي: تُرادَّني في القول، وتناظرني فيه، ووقع في رواية عُبيد بن حُنين: "فقلت لها: ومالك أنت، ولما ها هنا، وما تكلفك في أمر أريده؟ " فقالت لي: عجبًا لك يا ابن الخطاب، ما تريد أن تراجع أنت، وفي لفظ للبخاريّ: "فلما جاء الإسلام، وذكرهنّ الله، رأين لهن بذلك حقًّا علينا، من غير أن نُدخلهن في شيء من أمورنا، وكان بيني وبين امرأتي كلام، فأغلظت لي"، وفي رواية يزيد بن رُومان: "فقمت إليها بقضيب، فضربتها به، فقالت: يا عجبًا لك يا ابن الخطّاب" (فَقَالَتْ: مَا تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ؟ ) "ما" استفهاميّة إنكاريّة؛ أي: أيّ شيء تنكر في مراجعتك؟ وفي رواية البخاريّ: "فقالت: ولمَ تُنْكر أن أراجعك؟ "، وفي رواية عُبيد: "فقالت لي: عجبًا لك يا ابن الخطّاب، ما تريد أن تُراجع أنت" (فَوَاللهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَيُرَاجِعْنَهُ، وَتَهْجُرُهُ إِحْدَاهُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ) وفي رواية عُبيد بن حُنين: "وإن ابنتك لتراجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يَظَلّ يومه غضبان"، وفي رواية للبخاريّ: "قالت: تقول لي هذا، وابنتك