وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "جُدامة الأسديّة" رويناه بالدال المهملة، وهكذا قاله مالك، وهو الصواب، قال أبو حاتم: "الْجُدامة": ما لم يندقّ من السُّنْبُل، وقال غيره: هو ما يبقى في الْغِرْبال من نصيّةٍ (?)، وقال غير مالك بالذال المنقوطة، وهو من الْجَذم الذي هو القطع، وهي جدامة بنت وهب بن مِحْصَن الأسديّ، تكنى أم قيس، وهي ابنة أخي عكاشة بن مِحصن، أسلمت عام الفتح. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "أسلمت عام الفتح" هذا فيه نظر؛ لأنها ممن أسلم قديمًا، وهاجرت إلى المدينة، كما تقدّم قريبًا، فتنبّه، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث جُدامة بنت وهب - رضي الله عنها - من أفراد المصنّف - رحمه الله -.
[تنبيه]: قال الدارقطنيّ - رحمه الله - وأخرج - يعني مسلمًا - حديث جُدامة مرسلًا ومتّصلًا، ولم يُخرجه البخاريّ، قال أبو مسعود الدمشقيّ في الأجوبة (24) بعد نقل كلام الدارقطني هذا: أما حديث جُدامة بنت وهب فما أخرجه أصلًا إلا متّصلًا، ولم يُخرجه مرسلًا، أخرجه من حديث مالك، وسعيد بن أبي أيوب، ويحيى بن أيوب، عن أبي الأسود، عن عائشة، عن جُدامة. انتهى.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [25/ 3564 و 3565 و 3566] (1442)، و (أبو داود) في "الطبّ" (3882)، و (الترمذيّ) في "الطبّ" (2076)، و (النسائيّ) في "النكاح" (3327) وفي "الكبرى" (5485)، و (ابن ماجه) في "النكاح" (2011)، و (مالك) في "الموطّإ" (1292)، و (أحمد) في "مسنده" (6/ 361 و 434)، و (الدارميّ) في "سننه" (2217)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (3/ 110 - 101)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (4/ 115 - 116)، و (ابن حبّان) في