كان كذلك، فيمتنع أن تكون الصلاة في غير مسجده أفضل منها في مسجده،

وأن يكون الخلفاء الراشدون، والصفوف الأول كانوا يصلّون في غير مسجده،

وما بلغني عن أحد من السلف خلاف هذا، لكن رأيت بعض المتأخرين قد ذكر

أن الزيادة ليست من مسجده، وما علمت له في ذلك سلفاً من العلماء. انتهى

كلام شيخ الإِسلام رحمه اللهُ (?).

قال الجامع عفا الله عنه: هذا الذي قاله شيح الإِسلام حسن جدّاً، ولعله

أشار بما ذكره عن بعض المتأخرين ما تقدم عن النوويّ رحمه اللهُ، والله تعالى أعلم

بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة العاشرة): قال النوويّ رحمه اللهُ: قال العلماء ما حاصله: إن

المضاعفة المذكورة في هذا الحديث إنما هي فيما يرجع إلى الثواب، فثواب

صلاة فيه يزيد على ثواب ألف صلاة في غيره، ولا يتعدى ذلك إلى الإجزاء

عن الفوائت، حتى لو كان عليه صلاتان، فصلى في مسجد المدينة صلاة لم

تجزه عنهما، وهذا لا خلاف فيه، ذكره وليّ الدين رحمه اللهُ (?)، والله تعالى أعلم

بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه اللهُ المذكور أولَ الكتاب

قال:

[3376] ( ... ) - (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِع، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ عبدٌ:

أَخْبَرَنَا، وَقَالَ ابْنُ رَافِعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرَنَا مَعْمَر، عَن الزُّهْرِيِّ، عَنْ

سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صَلَاة في

مَسْجِدِي هَذَا خير مِنْ أَلفٍ صَلَاةٍ في غَيْرِهِ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ").

رجال هذا الإسناد: سبعة:

1 - (مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ) تقدّم قبل ثلاثة أبواب.

2 - (عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ) الكِسّيّ، تقدّم قريبًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015