الظِّبَاءَ تَرْتَعُ بِالْمَدِينَةِ، مَا ذَعَرْتُهَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حَرَامٌ").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (يَحْيَى بْنُ يَحْيَى) التميميّ، تقدّم في الباب الماضي.
2 - (سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ) تقدّم قريبًا.
والباقون ذُكروا في الباب.
لطائف هذا الإسناد:
1 - (منها): أنه من خُماسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.
2 - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له أبو
داود، وابن ماجة.
3 - (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، سوى شيخه، فنيسا بوريّ، وقد دخل
المدينة.
4 - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ، هو من الفقهاء السبعة.
5 - (ومنها): أن صحابيّه أحفظ من روى الحديث في دهره.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه - (أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَوْ رَأَيْتُ الظِّبَاءَ) بالكسر والمدّ،
قال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: "الظَّبْيُ": معروف، وهو اسم للذكر، والتثنية: ظَبْيان، على
لفظه، وبه كُنِي، ومنه أبو ظبيان، وجمعه: أَظْبٍ، وأصله أَفْعُلٌ، مثل أفلس،
وظُبِيٌّ، مثل فُلُوس، والأنثى: ظبيةٌ بالهاء، لا خلاف بين أئمة اللغة أن الأنثى
بالهاء، والذكر بغير هاء، قال أبو حاتم: الظبية الأنثي، وهي عَنْزٌ، وماعِزةٌ،
والذكر ظَبْيٌ، ويقال له: تَيْسٌ، وذلك اسمه إذا أَثْنَي، ولا يزال ثَنِيًّا حتى
يموت، ولفظ الفارابيّ، وجماعةٍ: الظبية أُنثى الظِّباء، وبها سمّيت المرأة،
وكُنِيَت، فقيل: أم ظبية، والجمع ظَبَيَات، مثلُ سَجْدَة وسَجَدَات، والظِّبَاءُ جمعٌ
يعمّ المذكور والإناث، مثل سَهْمٍ وسِهَامٍ، وكَلْبةٍ وكِلاب. انتهى (?).
(تَرْتَعُ بِالْمَدِينَةِ) من باب نفع؛ أي: تَرْعَي، وقيل: تسعي، وتنبسط (مَا)