أشرفنا على المدينة نظر إلى أحد، فقال ة "هذا جبل يحبنا ونحبه"، ثم نظر إلى
المدينة، فقال: "اللهم إني أحرِّم ما بين لابتيها بمثل ما حَرَّم إبراهيم مكة،
اللهم بارك لهم في مُدّهم وصاعهم". انتهى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه
المرجع والمآب.
وبالسند المتّصل إلى الامام مسلم بن الحجاج رحمه الله المذكور أولَ الكتاب
قال:
[3324] (1366) - (وَحَدَّثنَاه حَامِد بْن عُمَرَ، حَدَّثنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثنَا
عَاصِمٌ، قَالَ: قلْت لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَحَرَّمَ رَشولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ،
مَا بَيْنَ كَذَا إِلَى كَذَا، "فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا"، قَالَ: ثمَّ قَالَ لِي: هَذِهِ
شَدِيدَةٌ، "مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَة اللهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا
يَقْبَلُ الله مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا"، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ أنسٍ: " أَوْ آوَى
مُحْدِثًا").
رجال هذا الإسناد: أربعة:
1 - (حَامِدُ بْن عُمَرَ) البكراويّ، تقدّم قريبًا.
2 - (عَبْدُ الْوَاحِدِ) بن زياد، تقدّم أيضًا قريبًا.
3 - (عَاصِمٌ) بن سليمان الأحول، تقدّم أيضًا قريبًا.
و"أنس بن مالك -رضي الله عنه-" ذُكر قبله.
لطائف هذا الإسناد:
1 - (منها): أنه من رباعيّات المصنّف رحمه الله، كالإسنادين السابقين،
واللا حقين، وهو (213).
2 - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه، فقد تفرّد به هو
والبخارىّ.
3 - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالبصريين من أوله إلى آخره.
4 - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالتحديث، والقول، وفيه أنس بن مالك -رضي الله عنه-،
وقد تقدّم البحث فيه قريبًا.