وبالسند المتّصل إلى الامام مسلم بن الحجاج رحمه الله المذكور أولَ الكتاب
قال:
[3323] ( ... ) - (وَحَدَّثَنَاه سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍ و، عَنْ
أنسِ بْنِ مَالِكٍ، عَن النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِمِثْلِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَاتتَيْهَا").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ) تقدّم قريبًا.
2 - (يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ) المدنيّ، نزيل الإسكندريّة، حليف
بني زُهْرة، ثقةٌ [8] (ت 181) (خ م دت س) تقدم في "الإيمان " 245/ 35.
والباقون ذُكروا قبله.
[تنبيه]: هذا الإسناد من رباعيّات المصنّف رحمه الله، كسابقه ولواحقه
الثلاثة.
[تنبيه آخر]: رواية يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو هذه
ساقها البخاريّ رحمه الله فقال:
(2893) - حدّثنا قتيبة، حدّثنا يعقوب، عن عمرو، عن أنس بن
مالك -رضي الله عنه-: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي طلحة: "التمس غلامًا من غلمانكم
يخدمني، حتى أخرج إلى خيبر"، فخرج بي أبو طلحة مُردفي، وأنا غلام،
راهقت الحلُم، فكنت أخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل، فكنت أسمعه كثيرًا يقول:
"اللهم إني أعوذ بك من الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن،
وضَلَع الدين، وغلبة الرجال"، ثم قَدِمنا خيبر، فلما فتح الله عليه الحصن، ذُكِر
له جمالُ صفية بنت حُيَيّ بن أخطب، وقد قُتِل زوجها، وكانت عروسًا،
فاصطفاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه، فخرج بها، حتى بلغنا سَدَّ الصهباء حَلَّت،
فبنى بها، ثم صَنَعَ حَيْسًا في نِطَعٍ صغير، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "آذِنْ من
حولك"، فكانت تلك وليمةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة،
قال: فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حَوِّي لها وراءه بِعَبَاءة، ثم يجلس عند بعيره،
فيضع ركبته، فتضع صفية رجلها على ركبته، حتى تركب، فسرنا، حتى إذا