أَصْحَمَةٍ فِي رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ ... خَمْسٍ مَضَتْ لَهُمْ مِنَ النُّبُوَّةِ
خَمْسٌ مِنَ النِّسَاءِ وَاثْنَا عَشَرَا ... مِنَ الرِّجَالِ كُلُّهُمْ قَدْ هَاجَرَا
إلى أن قال:
وَخَرَجَتْ قُرَيشُ فِي الآثَارِ ... لَمْ يَصِلُوا مِنْهُمْ لأَخْذِ الثَّارِ
فَجَاوَرُوهُ فِي أَتَمِّ حَالِ ... ثُمَّ أَتَوْا مَكَّةَ فِي شَوَّالِ
مِنْ عَامِهِمْ إِذْ قِيلَ أَهْلُ مَكَّةِ ... قَدْ أَسْلَمُوا وَلَمْ يَكُنْ بِالثَّبِتِ
فَاسْتَقْبَلُوهُمْ بِالأَذَى وَالشِّدَّةِ ... فَرَجَعُوا لِلْهَجْرَةِ الثَّانِيَةِ
فِي مائَةٍ عَدُّ الرِّجَالِ مِنْهُمُ ... وَاثْنَانِ مِنْ بَعْدِ الثَّمَانِينَ هُمُ
فَنَزَلُوا عِنْدَ النَّجَاشِيِّ عَلَى ... أَتَمِّ حَالٍ وَتَغَيَّظَ الْمَلَا
عَلَى النَّبِيِّ وَعَلَى أَصْحَابِهِ ... وَكَتَبَ الْبَغِيضُ فِي كِتَابِهِ
عَلَى بَنِي هَاشِمٍ الصَّحِيفَهْ ... وَعُلِّقَتْ بِالْكَعْبَةِ الشَّرِيفَهْ
أن لَا يُنَاكِحُهُمُ وَلَا وَلَا ... وَحُصِرُوا فِي الشِّعْبِ حَتَّى أَقْبَلَا
أَوَّلُ عَامِ سَبْعَةٍ لِلْبَعْثِ ... قَاسَوْا بِهِ جَهْدًا بِشَرِّ مَكْثِ
وَسُمِعَتْ أَصْوَاتُ صِبْيَانِهِمِ ... فَسَاءَ ذَاكَ بَعْضَ أَقْوَامِهِمِ
وَأُطْلِعَ النَّبِيُّ أَنَّ الأَرَضَهْ ... أَكَلَتِ الصَّحِيفَةَ الْمُبَغَّضَهْ
مَا كَانَ مِنْ جَوْرٍ وَظُلْمٍ ذَهَبَا ... وَبَقِي الذِّكْرُ كَمَا قَدْ كُتِبَا
فَوَجَدُوا ذَاكَ كَمَا قَالَ وَقَدْ ... شُلَّتْ يَدُ الْبَغِيضِ وَاللهِ الصَّمَدْ
فَلَبِسُوا السِّلَاحَ ثُمَّ أُخْرِجُوا ... مِنْ شِعْبِهِمْ وَكَانَ ذَاكَ الْمَخْرَجَ
فِي عَامِ عَشرَةٍ بِغَيْرِ مَيْنِ ... وَقِيلَ كَانَ مُكْثُهُمْ عَامَيْنِ
والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله المذكور أولَ الكتاب
قال:
[3177] ( ... ) - (وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ،
عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَن الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْزِلُنَا إِنْ
شَاءَ اللهُ إِذَا فَتَحَ اللهُ الْخَيْفُ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ").