صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ: لَمْ يَأْمُرْنِي
رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ أَنْزِلَ الْأَبْطَحَ حِينَ خَرَجَ مِنْ مِنًى، وَلَكِنِّي جِئْتُ، فَضَرَبْتُ فِيهِ
قُبَّتَهُ، فَجَاءَ فَنَزَلَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي رِوَايَتِهِ: عَنْ صَالِحٍ: قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ
يَسَارٍ، وَفِي رِوَايَةِ قُتَيْبَةَ: قَالَ: عَنْ أَبِي رَافِعٍ، وَكَانَ عَلَى ثَقَلِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1 - (قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) تقدّم قبل ثلاثة أبواب.
2 - (زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ) تقدّم في الباب الماضي.
3 - (صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ) تقدّم قبل باب.
4 - (سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ) الهلاليّ المدنيّ، مولى ميمونة، وقيل: أم
سلمة -رضي الله عنهما-، ثقةٌ فاضلٌ، أحد الفقهاء السبعة، من كبار [3] مات بعد المائة،
وقيل: قبلها (ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ 2 ص 489.
5 - (أَبُو رَافِعٍ) الْقِبطيّ مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، اسمه إبراهيم، وقيل:
أسلم، أو ثابتٌ، أو هُرْمُز، مات -رضي الله عنه- في خلافة عليّ -رضي الله عنه- على الصحيح (ع)
تقدم في "الإيمان" 22/ 187.
والباقيان ذُكرا قبله.
شرح الحديث:
(عَنْ سُلَيْمَانَ بْن يَسَارٍ) أنه (قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ) -رضي الله عنه- (لَمْ يَأْمُرْنِي
رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ أَنْزِلَ الْأَبْطَحَ) أي: لأضرب له قبّته (حِينَ خَرَجَ مِنْ مِنًى) أي:
إلى مكة يوم النفر الثاني (وَلَكِنِّي جِئْتُ) الأبطح (فَضَرَبْتُ فِيهِ قُبَّتَهُ) بضم القاف،
وتشديد الموحّدة: هي من الخيام بيت صغير مستديرٌ، وهو من بيوت العرب،
وقيل: هي البناء من الأَدَم خاصّة، مشتقّ من ذلك، والجمع قُبَبٌ وقِبَابٌ، قاله
في "اللسان" (?). (فَجَاءَ) النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (فَنَزَلَ) ظاهر حديث أبي رافع -رضي الله عنه- هذا أنه
ينفي سنيّة النزول بالمحصّب؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- إنما نزله دون قصد، بل لمّا وجد أبا
رافع ضرب قبّته هناك نزلها.