حبيب المعلِّم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: إنما نزل

رسول الله الأبطح؛ لأنه كان أسمح لخروجه، قال أبو عيسى: هذا حديث

حسن صحيح. انتهى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله المذكور أولَ الكتاب

قال:

[3172] ( ... ) - (حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ،

عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَابْنَ عُمَرَ كَانُوا يَنْزِلُونَ الْأَبْطَحَ، قَالَ

الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُ ذَلِكَ، وَقَالَتْ: إِنَّمَا نَزَلَهُ

رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-؛ لِأَنَّهُ كَانَ مَنْزِلًا أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ).

رجال هذا الإسناد: سبعة:

1 - (عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ) تقدّم قبل باب.

2 - (عَبْدُ الرَّزَّاقِ) بن همّام، تقدّم أيضًا قبل باب.

3 - (مَعْمَرُ) بن راشد، تقدّم أيضًا قبل باب.

4 - (الزُّهْرِيُّ) محمد بن مسلم.

5 - (سَالُمُ) بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب، تقدّم قريبًا.

والباقون ذُكرا في هذا الباب، وقبله بباب.

وقوله: (قَالَ الزُّهْرِيُّ ... إلخ) هو موصول بالسند السابق، وليس معلّقًا.

[تنبيه]: أثر سالم هذا منقطع بالنسبة لأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-؛ لأن الظاهر

أنه لم يدرك القصّة، ومتّصل بالنسبة لابن عمر -رضي الله عنهما-؛ لأنه أدركها، والقاعدة أن

من حكى قصّة، أو واقعة حضرها، فهو متّصل، وإن لم يحضرها فمنقطع، قال

السيوطيّ رحمه الله في "ألفيّة الحديث":

وَكُلُّ مَنْ أَدْرَكَ مَا لَهُ رَوَى ... مُتَّصِلٌ وَغَيْرُهُ قَطْعًا حَوَى

لكن تقدّم موصولًا من رواية نافع، عن ابن عمر: "أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأبا

بكر، وعمر كانوا ينزلون الأبطح" ..

وأما رواية الزهريّ، عن عروة هنا، فمتّصلة مرفوعة، فتنبّه، والله تعالى

أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015