وقال أبو عبيد: القصواء المقطوعة الأذن عرضًا، والمخضرمة
المستأصلة، والعضباء المقطوعة النصف فما فوقه.
وقال الخليل: المخضرمة مقطوعة الواحدة، والعضباء مشقوقة الأذن.
قال الحربيّ: فالحديث يدلّ على أن العضباء اسم لها، وإن كانت عضباء
الأذن، فقد جُعِل اسمها. انتهى كلام القاضي - رَحِمَهُ اللهُ -.
وقال محمد بن إبراهيم التيميّ التابعيّ وغيره: إن العضباء، والقصواء،
والجدعاء اسم لناقة واحدة، كانت لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. انتهى (?).
وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ - في "المجموع": "القَصْواء" - بفتح القاف، وإسكان
الصاد، وبالمدّ - قال أهل اللغة: يقال: شاة قصواء، وناقة قصواء: إذا قُطِع
من أذنها شيءٌ لا يجاوز الربع، فإن جاوز فهي عضباء، قال العلماء: ولم تكن
ناقة النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مقطوعًا من أذنها شيءٌ، قال صاحب المطالع: قال الدراوريّ:
إنما قيل لها: القصواء؛ لأنَّها كانت لا تكاد تُسْبَقُ، قال الجوهريّ: يقال: شاة
قصواء، وناقة قصواء، ولا يقال: جَمَلٌ أقصي، وإنما يقال: مَقْصُوّ، ومَقْصِيّ،
كما يقال: امرأة حسناء، ولا يقال: رجل أحسن، وكان يقال لهذه الناقة:
القصواء، والقصي، والجدعاء، قال العلماء: هي اسم لناقة واحدة، وقيل: هي
ثلاثٌ، والله أعلم. انتهى (?).
[تنبيه]: عقد الحافظ العراقي - رَحِمَهُ اللهُ - في "ألفيّة السيرة" بابًا في بيان
جِماله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: "باب ذكر لقاحه، وجِماله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ":
كَانَتْ لَهُ لِقَاحٌ ... الْحِنَاءُ عُرَيِّسٌ بَغُومٌ السَّمْرَاءُ
بُرْدَةُ وَالْمَرْوَةُ وَالسَّعْدِيَّةُ ... حَفَدَةٌ مَهْرَةُ وَالْيُسَيْرَةُ
رَيَّاءُ وَالشَّقْرَاءُ وَالصَّهْبَاءُ ... عَضْبَاء وَجَدْعَاءُ هُمَا الْقَصْوَاءُ
وَغَيْرُهُنَّ وَالْجِمَالُ الثَّعْلَبُ ... وَجَمَلٌ أَحْمَرُ وَالْمُكْتَسَبُ
غَنِمَهُ فِي يَوْمِ بَدْرٍ مِنْ أَبِي ... جَهْل فَأهْدَاهُ إِلَى الْبَيْتِ النَّبِيّ
فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ ايْ مِنْ فِضَّةِ ... غَاظَ بِهِ كُفَّارَ أَهْلِ مَكَّةِ
(حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ) بفتح الموحدة، وسكون التحتانيّة: