من الإحلال، وبفتحه، من الحلّ (قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ) - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ("حِلُّوا) بكسر الحاء،
أمرٌ من حلّ يَحلّ، من باب ضرب حِلًّا بالكسر، وفي رواية النسائيّ: فَقَالَ:
"أَحِلُّوا، وَاجْعَلُوهَا عُمْرَةً" أي: اجعلوا الحجة التي قدمتم بها عمرة، بأن
تطوفوا، وتسعوا، وتقصروا، وتتحللوا (وَأَصِيبُوا النِّسَاءَ") أي: جامعوهنّ (قَالَ
عَطَاءٌ: وَلَمْ يَعْزِمْ عَلَيْهِمْ) من باب ضرب؛ أي: لَمْ يوجبه عليهم، وقال
النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: معناه لَمْ يعزم عليهم في وطء النساء، بل أباحه، ولم يوجبه،
وأما الإحلال فعزم فإيه على من لَمْ يكن معه هديٌ. انتهى. (وَلَكِنْ أَحَلّهُنَّ لَهُمْ،
فَقُلْنَا: لَمَّا لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَرَفَةَ إِلَّا خَمْسٌ) أي: خمس ليال، وهي من ليلة
الخامس من ذي الحجة، وهي ليلة الاثنين إلى الليلة التاسعة منه، وهي ليلة
الجمعة (أَمَرَنَا أَنْ نُفْضِيَ إِلَى نِسَائِنَا) بضمّ حرف المضارعة، من الإفضاء
رباعيًّا؛ أي: يجامعهنّ، يقال: أفضى إلى امرأته: إذا باشرها وجامعها (فَنَأْتِيَ
عرَفَةَ تَقْطُرُ) بفتح أوله، وضمّ ثالثه، من باب نصر (مَذَاكِيرُنَا) بفتح الميم: جمع
ذكر على غير قياس؛ لأن قياسه ذِكَرَةٌ بكسر، ففتح، كعِنَبَةٍ (الْمَنِيَّ) قال
النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هو إشارة إلى قرب العهد بوطء النساء (قَالَ: يَقُولُ جَابِرٌ بِيَدِهِ)
أي: يشير، ففيه إطلاق القول على الفعل (كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى قَوْلهِ بِيَدِهِ) هذا قول
عطاء، يعني أنه الآن كأنه ينظر إشارة جابر - رضي الله عنه - بيده حال كونه (يُحَرِّكُهَا، قَالَ:
فَقَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِينَا) وفي رواية النسائيّ: "فَقَامَ النَبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَخَطَبَنَا" (فَقَالَ: "قَدْ
عَلِمْتُمْ أَنِّي أَتْقَاكُمْ للهِ، وَأَصْدَقُكُمْ، وَأَبَرُّكُمْ) أي: أطوعكم له (وَلَوْلَا هَدْيِ) أي:
لولا سوقي الهدي معي من المدينة (لَحَلَلْتُ، كَمَا تَحِلُّونَ، وَلَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ
أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ) أي: لو علمت في ابتداء شروعي ما علمته الآن من لحوق
المشقّة بكم بانفرادكم بالفسخ، حتى توقفتم، وترددتم، وراجعتموني في ذلك
(لَمْ أَسُقِ الْهَدْيَ) جوابو "لولا"؛ أي: ما سقت الهدي معي، بل أهللت بحج،
ثم فسخت معكم، وهذا قاله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تشجيعًا لهم على امتثال أمره.
وقوله: (فَحِلُّوا") بكسر الحاء المهملة، أمر من الحلّ، كرّره للتأكيد
(فَحَلَلْنَا، وَسَمِعْنَا) قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (وَأَطَعْنَا) أمره - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
(قَالَ عَطَا: قَالَ جَابِرٌ) - رضي الله عنه - (فَقَدِمَ عَلِيٌّ) أي: ابن أبي طالب - رضي الله عنه - (مِنْ
سِعَايَتِهِ) بكسر السين المهملة؛ أي: جمعه للصدقات، يقال: سعى الرجل على