اسْتَدْبَرْتُ، لَمْ أَسُقِ الْهَدْيَ، فَحِلُّوا"، فَحَلَلْنَا، وَسَمِعْنَا، وَأَطَعْنَا، قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ
جَابِرٌ: فَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنْ سِعَايَتِهِ، فَقَالَ: "بِمَ أَهْلَلْتَ؟ ! قَالَ: بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَأَهْدِ، وَامْكُثْ حَرَامًا"، قَالَ: وَأَهْدَى لَهُ عَلِيٌّ هَدْيًا، فَقَالَ
سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلِعَامِنَا هَذَا، أَمْ لِأَبدٍ؟ فَقَالَ:
"لِأَبدٍ" (?).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (عَطَاءُ) بن أبي رَبَاح أسلم، تقدّم قبل باب.
والباقون ذُكروا في السند السابق.
شرح الحديث:
(عَن ابْنِ جُرَيْجٍ) وفي نسخة: "أخبرني ابن جُريج" (أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ) أي:
ابن أبي رَبَاح (قَالَ: سَمِعْتُ جَابرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنهما - فِي نَاسٍ مَعِي) أي: مع
جماعة من الناس كانوا معي (قَالَ: أَهْلَلْنَا) أي: رفعنا أصواتنا بالتلبية (أَصْحَابَ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) بالنصب على الاختصاص؛ أي: أخصّ أصحاب محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كما
قال في الخلاصة":
الاخْتِصَاصُ كَنِدَاءٍ دُونَ "أَلْ" ... كَـ"أَيُّهَا الْفَتَى" بِإِثْرِ"ارْجُونِيَا"
وَقَدْ يُرَى ذَا دُونَ "أَيٍّ" تِلْوَ "أَلْ" ... كَمِثْلِ "نَحْنُ الْعُرْبَ أَسْخَى مَنْ بَذَلْ"
وقد تقدّم أن قوله هذا بالنظر للغالب، أو بالنظر لأول الأمر، فلا تنافي
بينه، وبين حديث: "فمنا من أهلّ بعمرة، ومنا من أهلّ بحجة وعمرة، ومنا من
أهلّ بالحج ... " الحديث.
(بِالْحَجِّ) متعلّق بـ"أهللنا"، وقوله: (خَالِصًا وَحْدَهُ) حالان من "الحجِّ" (قَالَ
عَطَاءٌ: قَالَ جَابِرٌ) - رضي الله عنه - (فَقَدِمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صُبْحَ رَابِعَةٍ) بضمّ الصاد المهملة،
وتُكسر، كما في "القاموس" (?)؛ أي: صَباح اليوم الرابع (مَضَتْ مِنْ ذِي
الْحِجَّةِ) يعني أنهم وصلوا إلى مكة صباح الليلة الرابعة التي مضت من شهر ذي
الحجة، وتلك الصبيحة صبيحة يوم الأحد (فَأَمَرَنَا أَنْ نَحِلَّ) تقدّم أنه بضمّ أوله،