وأَبْيَنُ من البيتين قول مجنون بني عامر [من الطويل]:
وَدَاعٍ دَعَا إِذْ نَحْنُ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنَى ... فَهَيَّجَ لَوْعَاتِ الْعُوَّادِ وَمَا يَدْرِي
دَعَا بِاسْمِ لَيْلَى غَيْرَهَا فَكَأَنَّمَا ... أَطَارَ بِلَيْلَى طَائِرًا كَانَ فِي صَدْرِي (?)
قال القرطبيّ رحمه الله: ونُزُولُهُ بعد النفر من منى، والإقامة به إلى أن يصلي
الظهر، والعصر، والعشاءين، ويخرج منه ليلًا سنةٌ عند مالك، والشافعيّ،
وبعض السلف؛ اقتداء بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ولم يره بعضهم، وقالوا: إنما نزله -صلى الله عليه وسلم-؛
لأنه أسمح لخروجه إلى المدينة. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: لا يخفى أن الأرجح استحباب النزول
بالمحصّب؛ اقتداء بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ
يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)} [الأحزاب: 21]، والله تعالى أعلم
بالصوأب، واليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث جابر -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [17/ 2937 و 2938 و 2939 و 2940] (1213)،
و(أبو داود) في "المناسك" (1785 و 1786)، و (النسائيّ) في "المناسك" (5/
164) و"الكبرى" (2/ 356)، و (أحمد) في "مسنده" (3/ 394)، و (ابن خزيمة)
في "صحيحه" (3025 و 3026)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (9/ 234)، و (أبو
نعيم) في "مستخرجه" (3/ 311)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (7/ 121)،
و(البيهقيّ) في "الكبرى" (4/ 347) و" الصغرى" (4/ 304) و"المعرفة" (4/ 98)،
وأما فوائد الحديث فقد تقدّمت في الأحاديث الماضية، والحمد لله على التوفيق.
(المسألة الثالثة): في اختلاف أهل العلم في اشتراط الطهارة للطواف
بالبيت: