مجاهد، قال: أُتِيَ مجاهد بِقَدَح حَزَرته ثمانية أرطال، فقال: حدّثتني عائشة -رضي الله عنها-
أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل بمثل هذا.
قال الرشيد: وهذا أيضًا يدل على سماعه منها والله عز وجل أعلم. انتهى
كلام الرشيد العطّار رحمه الله (?).
قال الجامع عفا الله عنه: خلاصة ما أفاده الحافظ الرشيد العطار رحمه الله في
بحثه هذا أنه إنما أخرج مسلم هذا الحديث مع أن كثيرًا من الأئمة حكموا
بانقطاعه؛ لأمور:
(الأول): وهو الأقوى أنه ثبت دديه سماع مجاهد من عائشة -رضي الله عنها-، بدليل
أنه أخرج مع البخاريّ حديثًا من روايته عنها، فهذا دليل قويّ؛ لأن البخاريّ لا
يُخرج في "صحيحه" إلا ما ثبت لديه سماع رواته بعضهم من بعض.
وأيضًا مما يثبت ذلك ما رواه النسائيّ بسند صحيح عنه أنه قال: حدثتني
عائشة -رضي الله عنها- ... الحديث، وهذا هو القاطع دابر الشكوك والظنون في المسألة،
فليُتنبّه.
(والثاني): أنه على تقدير عدم ثبوت سماعه منها صريحًا إلا أن شرط
مسلم قد تحقّق، وهو المعاصرة، مع إمكان اللقيّ، كما سبق في "مقدّمة" كتابه.
(والثالث): أن هذا الحديث قد أخرجه مسلم قبله من رواية طاوس، عن
عائشة -رضي الله عنها-، وهذا مما لا خلاف في ثبوت السماع فيه، فتكون رواية مجاهد
متابعة، والمتابعة قد يُغتفر فيها ما لا يُغتفر في الأصول، فتبصّر، والله تعالى
أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله المذكور أولَ الكتاب
قال:
[2935] ( ... ) - (وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ
الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، حَدَّثَتْنَا صَفِيَّةُ بِنْتُ
شَيْبَةَ، قَالَتْ: قَالَتْ عَائِشَةُ -رضي الله عنها-: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَرْجِعُ النَّاسُ بِأَجْرَيْنِ، وَأَرْجِعُ