في كتاب مسلم: "أدركني يوم عرفة، وأنا حائض". انتهى (?).

وقوله: ("يُجْزِئُ عَنْكِ طَوَافُكِ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَنْ حَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ") تقدّم

أن "يجزي" بضمّ أوله، من أجزأ رباعيًّا، أو بفتحه، من جزى ثلاثيًّا، ومعنى

"طوافك بالصفا والمروة" سعيك بينهما.

والحديث بهذا السياق من أفراد المصنّف رحمه الله، أخرجه هنا [17/ 2934]

(1211)، وأخرجه (أبو عوانة) في "مسنده" (2/ 286)، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: انتقد الحافظ الرشيد العطار في "غرره" هذا الإسناد، فقال: وفي

اتصال هذا الإسناد نظر، فإن جماعة من أئمة أهل النقل أنكروا سماع مجاهد

عن عائشة، منهم شعبة، ويحيى القطان، ويحيى بن معين، وغيرهم، وقال ابن

أبي حاتم: سمعت أبي يقول: مجاهد عن عائشة، مرسل.

قال: والعذر لمسلم رحمه الله ما بيّناه في غير موضع من هذا الكتاب، وهو

اعتبار التعاصر، وجواز السماع، وإمكانه ما لم يَقُم دليل بَيِّن على خلاف

ذلك، ولا خلاف في إدراك مجاهد بن جبر لعائشة -رضي الله عنها-، ومعاصرته لها، ومع

هذا فقد أخرج مسلم معنى هذا الحديث من رواية طاوس، عن عائشة، بإسناد

لا أعلم خلافًا في اتصاله، وقَدَّمه على حديث مجاهد هذا -والله عز وجل أعلم-.

وقد أخرج البخاريّ ومسلم حديثًا غير هذا لمجاهد، عن عائشة، من

رواية منصور، عن مجاهد، قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد، فإذا

عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة، والناس يصلون الضحى ...

الحديث بكماله، وفيه: وسمعنا استنان عائشة، فقال عروة: ألا تسمعين يا أم

المؤمنين إلى ما يقول أبو عبد الرحمن ... الحديث. انتهى.

قال الرشيد رحمه الله: وفي ظاهر لفظ هذا الحديث ما يدلّ على سماع

مجاهد، من عائشة -رضي الله عنها-، ولهذا أخرجه البخاريّ، ولو لم يكن عنده كذلك لما

أخرجه؛ لأنه يشترط اللقاء، وسماع الراوي ممن روى عنه مرة واحدةً فصاعدًا،

والله أعلم.

قال: وقد أخرج النسائيّ في "سننه" من رواية موسى الجهنيّ، عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015