وهو ثِقَل النعاس، ثم التَّرْنيق، وهو مخالطة النعاس للعين، ثم الْكَرَى،

والْغَمْضُ، وهو أن يكون الإنسان بين النائم واليقظان، ثم الْعَفْقُ، وهو النوم،

وأنت تسمع كلام القوم، ثم الْهُجُود، والْهُجُوعُ، ورُوي أن أهل الجنة لا

ينامون؛ لأن النوم موت أصغر، قال الله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر: 42]، وكثيراً ما يُحْمَل الشيء على نظيره، قال

الفراء: وأحسن ما يكون ذلك في الشعر، قال الأزهريّ حقيقةُ النُّعاس: الْوَسَنُ

من غير نوم. انتهى (?).

وقولها: (مُؤْخِرَةَ الرَّحْلِ) بضم الميم، وسكون الهمزة، وفتح الخاء،

وكسرها، وبفتح الهمزة، وتشديد الخاء مفتوحة، ومكسورةً، قال في

"القاموس": آخرةُ الرَّحْل: خلاف قادمته، كآخِرِه، ومُؤَخَّرِهِ، ومُؤَخَّرَته، وتكسر

خاؤهما، مخفّفةً ومُشدّدةً. انتهى (?).

وقال في "المصباح": اخرة الرَّحْلِ والسَّرْجِ بالمدّ: الخشبةُ التي يستند

إليها الراكب، والجمع: الأوا خر، وهذه أفصح اللغات، ويقال: مُؤْخِرَةٌ بضمّ

الميم، وسكون الهمزة، ومنهم من يُثَقِّل الخاء، ومنهم من يَعُدُّ هذه لحناً.

انتهى (?).

وقولها: (جَزَاءً بِعُمْرَةِ النَّاسِ الَّتي اعْتَمَرُوا) وفي نسخة: "التي اعتمروها"،

والمعنى أنها تقوم مقام عمرة الناس التي اعتمروها مفردةً، وتكفيني عنها.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام البحث فيه، والله تعالى أعلم

بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللهُ- المذكور أولَ الكتاب

قال:

[2925] ( ... ) - (وَحَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْغَيْلَانِيُّ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ،

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: لَبَّيْنَا بِالْحَجِّ، حَتَّى إِذَا كُنَّا

بِسَرِفَ حِضْتُ، فَدَخَلَ عَلَي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أَبْكِي، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015