وقال النوويّ -عَزَّ وَجَلَّ-: قولها: "فَطَمِثْتُ" بفتح الطاء، وكسر الميم؛ أي:

حضت، يقال: حاضت المرأة تحيضت، وطَمَثت، وعَرَكَت بفتح الراء،

ونَفِست، وضَحِكَت، وأعصرت، وأكبرت، كله بمعنى واحد، والاسم منه

الحيض، والطمثُ، والعِرَاك، والضحك، والإكبار، والإعصار، وهي حائض،

وحائضة في لغة غريبة، حكاها الفراء، وطامث، وعارك، ومُكْبِر، ومُعْصِرٌ.

انتهى (?).

وقولها: (وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ خَرَجْتُ الْعَامَ) هذا قالته ظنّاً منها أن

الحيض يمنع من الحج، فأعلمها النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يمنع إلا الطواف بالبيت حتى

تطهر.

وقوله: (اجْعَلُوهَا عُمْرَةً) أي: أحلّوا من إحرام الحجّ بأفعال العمرة،

وافسخوه إليها.

وقولها: (وَذَوِي الْيَسَارَةِ) أي: أصحاب غنى.

وقولها: (ثُمَّ أَهَلُّوا حِينَ رَاحُوا) تعني الذين تحلّلوا بعمرة، وأهلّوا بالحجّ

حين راحوا إلى منى، وذلك يوم التروية، وهو الثامن من ذي الحجة، وفيه

دلالة لمذهب الشافعي، وموافقيه أن الأفضل من كان في مكة أن يُحرم بالحجّ

يوم التروية، ولا يُقدّمه عليه، وقد سبقت المسألة مستوفاةً.

وقولها: (فَأَفَضْتُ) أي: طُفت طواف الإفاضة، يقال: أفاض الناس من

عرفات: دفعوا منها، وكلّ دَفْعة إفاضةٌ، وأفاضوا من منى إلى مكة يوم النحر:

رجعوا إليها، ومنه طواف الإفاضة؛ أي: طواف الرجوع من منًى إلى مكة، قاله

في "المصباح" (?).

وقولها: (فَأُتِينَا بِلَحْمِ بَقَرٍ) ببناء الفعل للمفعول.

وقولها: (أَنْعَسُ) بضئم العين، قال الفيّوميّ -عَزَّ وَجَلَّ-: نَعَسَ يَنْعُسُ، من باب

قتل، والاسم النُّعَاس، فهو ناعس، والجمع نُغَسٌ، مثل راكع ورُكَّع، والمرأة

ناعسة، والجمع نَوَاعس، وربما قيل: نَعْسان، ونَعْسَى حَمَلوه على وَسْنَان

ووَسْنَى، وأول النوم النُّعَاس، وهو أن يحتاج الإنسان إلى النوم، ثم الْوَسَنُ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015