حَدِيثِ الْمَاجِشُونِ، غَيْرَ أَن حَمَّاداً لَيْسَ فِي حَدِيثِهِ: فَكَانَ الْهَدْيُ مَعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -،
وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَذَوِي الْيَسَارَةِ، ثُمَّ أَهَلُّوا حِينَ رَاحُوا، وَلَا قَوْلُهَا: وَأَنَا جَارِيَةٌ
حَدِيثَةُ السِّنِّ أنعَسُ، فَيُصِيبُ وَجْهِي مُؤْخِرَةَ الرَّحْلِ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (بَهْزُ) بن أسد الْعَمّيُّ، أبو الأسود البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ [9] مات بعد
المائتين أو قبلها (ع) تقدم في "الإيمان" 3/ 112.
2 - (حَمَّادُ) بن سلمة بن دينار، أبو سلمة البصريّ، ثقةٌ عابدٌ، تغيّر في
الآخر، من كبار [8] (ت 167) (خت م 4) تقدم في "المقدمة" 6/ 80.
والباقون ذُكروا قبله، و"أبو أيوب الغيلانيّ" هو: سليمان بن عُبيد الله،
و"عبد الرحمن" هو: ابن القاسم بن محمد.
وقوله: (وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِ حَدِيثِ الْمَاجِشُونِ) فاعل "ساق" ضمير
حمّاد بن سلمة، و"الماجشون" هو: عبد العزيز بن عبد الله بن الماجشون
المذكور في السند الماضي.
[تنبيه]: رواية حمّاد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن القاسم هذه ساقها
أبو داود في "سننه"، فقال:
(1518) - حدّثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، حدّثنا حماد، عن
عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: لبّينا بالحجّ حتى إذا
كنا بِسَرِفَ حضتُ، فدخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا أبكي، فقال: "ما يبكيك
يا عائشة؟ " فقلت: حضت، ليتني لم أكن حججت، فقال: "سبحان الله، إنما
ذلك شيء كتبه الله على بنات آدم"، فقال: "انسكي المناسك كلها، غير أن لا
تطوفي بالبيت"، فلما دخلنا مكة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من شاء أن يجعلها
عمرة فليجعلها عمرة، إلا من كان معه الهدي"، قالت: وذبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
عن نسائه البقر يوم النحر، فلما كانت ليلة البطحاء، وطهرت عائشة، قالت: يا
رسول الله أترجع صواحبي بحج وعمرة، وأرجع أنا بالحج؟ فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
عبد الرحمن بن أبي بكر، فذهب بها إلى التنعيم، فلبّت بالعمرة. انتهى، والله
تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.