مُعْرِضُونَ (?) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (?)} [الأنبياء: 1 - 2]. انتهى (?).

(قَالَ عُمَرُ) بن الخطّاب - رضي الله عنه - (ثُمَّ انْطَلَقَ) أي الرجل السائل (فَلَبِثْتُ) بكسر الباء الموحّدة: أي مكثتُ، يقال: لبِث بالمكان لَبَثًا، من باب تَعِبَ، وجاء في المصدر السكون للتخفيف، واللَّبْثة بالفتح: المرّة، وبالكسر: الهيئة، والنوع، والاسم: اللُّبْث بالضمّ، واللَّبَاث. قاله في "المصباح".

وقال النوويّ في "شرحه": قوله: "فَلَبثَ مليًّا" هكذا ضبطناه "لَبِثَ" آخرُهُ ثاءٌ مثلّثةٌ، من غير تاء، وفي كثير من الأَصول المحقّقة "لَبِثْتُ" بزيادة تاء المتكلّم، وكلاهما صحيح. انتهى (?).

(مليًّا) بتشديد الياء: أي وقتًا طويلًا، وفي رواية النسائيّ: "فلبِثتُ ثلاثًا"، وفي رواية أبي داود، والترمذيّ أنه قال ذلك بعد ثلاث، وفي "شرح السنّة" للبغويّ: "بعد ثالثة"، وظاهر هذا أنه بعد ثلاث ليال، وفي ظاهر هذا مخالفة لقوله في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بعد هذا: "ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: رُدُّوا عليّ الرجلَ، فأخذوا ليردّوه، فلم يروا شيئًا، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: هذا جبريل" ... الحديث.

فيحتمل الجمع بينهما أن عمر - رضي الله عنه - لم يحضر قولَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لهم في الحال، بل كان قد قام من المجلس، فأخبر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الحاضرين في الحال، وأخبر عمرَ - رضي الله عنه - بعد ثلاث، إذ لم يكن حاضرًا وقت إخبار الباقين. والله تعالى أعلم (?).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هذا الجمع هو الأحسن، وسيأتي وجه آخر في الجمع في "عبارة الفتح" قريبًا، إن شاء الله تعالى.

(ثُمَّ قَالَ لِي: "يَا عُمَرُ أَتَدْرِي) أي أتعلم (مَنِ السَّائِلُ؟ ")، ولأبي نعيم في "المستخرج": "ثم ذهب، فقال عمر: ولَبِثَ مليًّا، ثم لقيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: يا عمر هل تُخبروني عن السائل؟ "، (قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "فَإِنَّهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015