التالية: "اللهم هل بلّغت؟ "، فإن الاستفهام فيه بعيد، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
وقوله: (وَفي رِوَايَةِ مَالِكٍ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ") يعني: أن في روايته زيادة لفظة "آيتان"، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عائشة - رضي الله عنها - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 2089 و 2090 و 2091 و 2092 و 2093 و 2096 و 2097] (901)، و (البخاريّ) في "الكسوف" (1044 و 1046 و 1047 و 1050 و 1056 و 1058 و 1064 و 1065 و 1066) و"العمل في الصلاة" (1212) و"بدء الخلق" (3203) و"التفسير" (4624)، و (أبو داود) في "الصلاة" (1180)، و (النسائيّ) في "الكسوف" (3/ 132)، و (ابن ماجه) في "إقامة الصلاة" (1263)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (1387)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (2842)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (2446 و 2447 و 2448 و 2449 و 2450)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (2027 و 2028 و 2029 و 2031 و 2030)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (3/ 321)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (1146)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان ثبوت الكسوف للشمس والقمر.
2 - (ومنها): كون الشمس والقمر آيتين دالتين على عظيم قدرة الله تعالى.
3 - (ومنها): أن تغيّرهما بالانكساف ليس لموت أحد من العظماء، كما هو زعم الجاهلية، بل بتقدير الله تعالى، وحكمته البالغة.
4 - (ومنها): أن الله -سبحانه وتعالى- إنما يغير بعض مخلوقاته تخويفاً لعباده، حتى يرتدعوا عن معاصيهم، ويتوبوا إليه، كما قال تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59].