5 - (ومنها): المبادرة بالصلاة، وسائر ما ذُكر عند الكسوف.
6 - (ومنها): أن لصلاة الكسوف هيئة تخصّها، من التطويل الزائد على العادة في القيام وغيره، ومن زيادة ركوع في كلّ ركعة.
7 - (ومنها): اهتمام الصحابة - رضي الله عنهم - بنقل أفعال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ليُقتَدَى به فيها.
8 - (ومنها): الزجر عن كثرة الضحك، والحثُّ على كثرة البكاء، والتحقق بما سيصير إليه المرء من الموت، والفناء، والاعتبار بآيات الله -سبحانه وتعالى-.
قال في "الإعلام": ولا شكّ أن كثرة الضحك، وقلّة البكاء مذمومان شرعًا، فإنهما يدلّان على قسوة القلب، وكثرة البطر.
ومن الضحك ما هو محمود، وهو ما إذا اقترن به مقصود شرعيّ، من تعجّب بنعم الله تعالى، أو فرح للمسلمين، أو تجلّد على الكافرين والمنافقين، ونحو ذلك.
ومن البكاء ما هو مذموم؛ كالبكاء لإظهار الجزع، أو للرياء، أو لإضعاف المسلمين، أو تحزّناً على المنافقين، أو ما شاكل ذلك، فأما ما كان منه من خشية الله تعالى والخوف منه، فهو شعار عباده المؤمنين، وهو جلاء للقلوب، وتطهير للذنوب، وتقريب من علام الغيوب، وقد يغلب على الفاجر البكاء، كما ورد في بعض الأحاديث مرفوعاً وموقوفًا: "إذا كمل فجور العبد ملك عينيه، فإذا أراد أن يبكي بكى" (?).
9 - (ومنها): ترجيح التخويف في الخطبة على التوسّع في الترخيص؛ لما في ذكر الرُّخَص من ملاءمة النفوس لما جُبلت عليه من الشهوة، والطبيبُ الحاذق يقابل العلّة بما يُضادّها، لا بما يزيدها، قاله في "الفتح" (?).
وقال في "الإعلام": قوله: "لو تعلمون ... إلخ " فيه دليلٌ على علّة مقتضى الخوف، وترجيح الخوف في الموعظة على الإشاعة بالرخص؛ لما في ذلك من التسبّب إلى تسامح النفوس لما جُبِلت عليه، من الإخلاد إلى