إِلَّا الخْاَطِئِين" أو قارئًا يقرأ: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} بكسر "رسول". وقيل: السبب إلى ابنته قالت له: "ما أحسنُ السماء" بضم أحسن تريد التعجب، ولكنه فهم الاستفهام فقال لها: نجومها فقالت له: يا أبت، إنما أخبرك ولم أسألك فقال لها: إذن فقولي: "ما أحسنَ السماء" بالنصب1.
وتروى قصته مع ابنته برواية أخرى إذ يقال: إن أبا الأسود دخل عليها في وقدة الحر بالبصرة؛ فقالت له: يا أبت، ما أشد الحرّ "تعني التعجب، ولكنه فهم الاستفهام لأنها رفعت" فقال لها: شهرًا ناجر2. فقالت له: يا أبت، إنما أخبرتك ولم أسألك3.
وهناك رواية أخرى وردت في "الفهرست" لابن النديم تقول: "ويقال: إن السبب في ذلك أيضًا أنه مر بأبي الأسود سعد وكان رجلًا فارسيًّا من أهل زندخان كان قدم البصرة مع جماعة من أهله فدنوا من قدامة بن مظعون وادعوا أنهم أسلموا على يديه، وأنهم بذلك من مواليه. فمر سعد هذا بأبي الأسود وهو يقود فرسه، فقال: مالك يا سعد، لِم لا تركب؟ قال: إن فرسي ضالع" أراد ظالعا" فضحك به بعض من حضره فقال أبو الأسود: هؤلاء الموالي قد رغبوا في الإسلام، ودخلوا فيهفصاروا لنا إخوة، فلو عملنا لهم الكلام، فوضع باب الفاعل والمفعول4.
والرواية بصورتها هذه تحمل في طياتها بذور الشك فيها، إذ لا علاقة مطلقًا بين خطأ الرجل "وهو نتيجة عادة كلامية خاصة" وبابي الفاعل والمفعول اللذين قيل: إن أبا الأسود قد وضعهما من أجله.
أما رواية من قال: إن زيادًا هو الذي حرك أبا الأسود لوضع النحو فتمضى قائلة: إن أبا الأسود رفض أولًا، ففكر زياد في حيلة "فبعث