فاخرات لم يخل بالبيت"1 فلن يكون فيه سوى تسكين لام "مفاعلتن" فأين هي الضرورة؟ وكأنما شعر النحاة بانهيار دعواهم أمام تلك الحجة القوية، فحاولوا أن يلتمسوا مخلصًا لهم، فادعوا أن الشاعر ارتكب هذه الضرورة كراهة الزحاف، فقال أبو العلاء مفندًا تلك الحجة:
"وهذا قول ينتقض، لأن في هذه الطائية أبياتًا كثيرة لا تخلو من زحاف.
وكل قصيدة للعرب وغيرها على هذا القريّ كقوله:
عرفت بأجدث فنعاف عرق ... علامات كتحبير النماط
فيه زحافان من هذا الجنس، ثم يجيء في كل الأبيات إلا أن يندر شيء"2.
وكأنما حاول بعضهم أن يتعلل بأن هذا الزحاف -مع كثرته في شعرهم- قد يخل بموسيقى البيت، فرد عليه أبو العلاء بأن حركة الزحاف هذه لا تنفر منها الأذن "ولا يشعر بها في الغريزة"3.
وأيًّا ما كان الأمر فقد قسم اللغويون الشعراء إلى طبقات أربع هي:
1- الشعراء الجاهليون، وهم قبل الإسلام.
2- الشعراء المخضرمون، وهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام.
3- الشعراء الإسلاميون، وهم الذين كانوا في صدر الإسلام كجرير والفرزدق، وآخرهم ابن هرمة. قال: الأصمعي: "ختم الشعر بابن هرمة"4، وقال أبو عبيدة: "افتتح الشعر بامرئ القيس، وختم بابن هرمة"5.