2- النحو القبطي:
تأثر النحاة الأقباط في كتبهم النحوية بمجهودات العرب في ذلك وأنت تخرج بهذه النتيجة بعد تصفحك لكتب النحو القبطية المتقدمة، حيث تجد تشابهًا عجيبًا بين المنهجين. فالكلمة عند "ابن كاتب قيصر" تنقسم إلى اسم وفعل وحرف. والاسم هو الذي يخبر به أو يخبر عنه. وهو ما دخله أحد1 أدوات التعريف أو التفكير أو التذكير أو التأنيث أو الجمع أو ما أشبه ذلك ... والحرف ما دل على معنى في غيره ولم يستقل بنفسه ولا يخبر به ولا يخبر عنه ... ومنها الحروف التي تدخل على المبتدأ والخبر وهي إن وأخواتها ... إلخ. فهل تصدق أنك تقرأ في كتاب يعالج نحو اللغة القبطية؟
ولم يكن هذا سبيل ابن كاتب قيصر وحده بل كان سبيل النحاة جميعًا حتى ضاق بهم مؤلف قبطي آخر اسمه الشيخ الوجيه القليوبي فقال في مقدمة كتابه المسمى "الكفاية": "وقد وضع في ذلك النحو القبطي" مقدمات، إلا أن المفسرين لغلبة أحكام تصريف اللغة العربية عليهم قاسوا أكثر أحكام القبطي عليها. وليس الأمر كذلك، بل من شرط المخرج من لغة إلى أخرى أن يجرد ذهنه عن اللغة الغالبة، ويذهل عنها ثم يذوق اللغة المخرجة ويستحضر جميع أجزائها، ويستقري مواضع استعمال أدواتها"2.
3-النحو العبري:
نشير في هذا المقام إلى ما سبق أن ذكرناه في الفصل الثاني من الباب الأول وملخصه:
أ- ازدهار الدراسات اللغوية العبرية بعد ظهور الإسلام، وكان النموذج العربي هو الذي احتذاه العبرانيون ثم طوروه.