ولما كان الداعي إلى الله، والآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر لابد أن يحصل له من الأذى لأنها درجة عالية رفيعة، وطَّن الله سبحانه وتعالى الدعاة إلى الله على الصبر والاحتساب: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلًا) [الأحزاب: 23]، (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس) [آل عمران: 139،140]، وقال سبحانه وتعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) [آل عمران: 142]، وقال سبحانه (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله الا إن نصر الله قريب) [البقرة: 214].
وإنني أحمد الله سبحانه وتعالى فدعوة أهل السنة تعتبر آية من آيات الله والفضل له وحده ليس لها من يذود عنها، وليس لها من يساعدها، لكن ربنا عز وجل جعل البركة فيها.
ولما كان الأمر كذلك ولابد من الابتلاء والتحمل يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: (آلم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين