أما بعد ... فقد روى الترمذي في (جامعه) عن سعد بن أبي وقاص _ رضي الله عنه _ عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه).
وذكرت في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" حديث أبي سعيد الخدري وهو بمعنى حديث سعد بن أبي وقاص. في هذين الحديثين الثابتين عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بيان ما يبتلى به الرجل المتمسك بدينه، وأن هذا أمر لابد منه، ومن وفقه الله وثبته فهو الذي ينبغي أن يحمد الله.
روى أبو داود في "سننه" عن المقداد بن الأسود _ رضي الله عنه _ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلى فصبر فواها) _أي: من ابتلى فصبر فعجب له _.
بل رب العزة يقول في كتابه الكريم: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) [البقرة: 214].