ثم رجعنا بحمد الله إلى مفرق حبيش وألقيت المحاضرة هناك، وفي الصباح مشينا إلى تعز إلى الشيخ الفاضل أحمد الشيباني ومكثنا ليلتين هنالك دعوة، تحترق قلوب الحزبيين والحسدة لكثرة الحاضرين.
وقد أكرمنا الإخوة في إب وتعز. أسأل الله أن يبارك لهم في أموالهم وفي أولادهم وأنفسهم. ثم مشينا إلى عدن في الصباح، ووصلنا إلى النقطة العسكرية فقالوا: لا يدخل إلا قطعتي سلاح ولكم واحد ثلاثة، وبينما نحن نراجع ذلك الضابط قال: اذهبوا إلى ذلك الشخص _ وأشار إلى شخص _ فإنه من أقرباء الرئيس، فرأيت منظره ليس منظر رجل من أهل الخير فقلت: والله لا أذهب، وذهب بعض إخواننا وكلموه من دون أن يستأذونني (?)، فقال لهم: ولا قطعة واحدة، يقول: نحن الآن ماشون بسيارتنا ما عندنا مسدس ولا كذا والدنيا أمن.
قلت: والصحيح أنه انفجر قبل أيام لغم في القلّوعة، ونعرف أيضًا أن الشيوعيين قلوبهم محترقة وكذلك سائر الأحزاب، فرجعنا إلى لحج، ثم جاء إلينا أخ ومعه رجل من العساكر القبائل فدخلنا ببعض البنادق، وكانت المحاضرة في تلك الليلة في مسجد البريقة، وجوه مشرقة مباركة محبة للخير، وكان أكثر الكلام توجيهات