. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . S
= وهذا المثال فيه نظر كثير عندي فإن خالد بن علقمة الهمداني الوادعي يروي عن عبد خير عن علي في الوضوء وروى عنه أبو حنيفة والثوري وشريك وغيرهم وروى شعبة الحديث نفسه عن مالك بن عرفطة عن عبد خير عن علي فذهب النقاد إلي أنه أخطأ فيه وأن صوابه: خالد بن علقمة.
وقد يكون هذا أي أن شعبه أخطأ ولكن كيف يكون تصحيف سماع وهذا الشيخُ شيخٌ لشعبة نفسه! فهل سمع اسم شيخه من غير الشيخ! ما أظن ذلك فإن الراوي يسمع من الشيخ بعد أن يكون عرف اسمه, وقد ينسَى فيخطئ فيه. والذي يظهر لي أنهما شيخان روى شعبة عن أحدهما, وروى غيره عن الآخر.
والإسنادان في المسند بتحقيقنا رقم (928 - 989).
وقد فصلنا القول في ذلك في "شرحنا على الترمذي" (ج 1 ص 67 - 70).
والمثال الجيد لتصحيف السماع: اسمُ "عاصم الأحْوَل" رواه بعضُهم: فقال "عن واصل الأحدب".
قال ابن الصلاح (ص 243): "فذكر الدارقطني أنه من تصحيف السمع, لا من تصحيف البصر. كأنه ذهب- والله أعلم- إلى أن ذلك مما لا يشتبه من حيث الكتابة، وإنما أخطأ فيه سَمْعُ من رواه".
ومنه أيضا "ما رواه ابن لهيعة عن زيد بن ثابت: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في المسجد" [1]، وهذا تصحيف، وإنما هو (احْتَجَرَ) بالراء، أي اتخذ حجرة من حصير أو نحوه للصلاة [2].
ومنه أيضا حديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى إلى عَنَزَةٍ" [3] بفتح العين والنون، =
_____
= لابن حبان 6/ 260 الطبعة الهندية، والمؤتلف والمختلف للدارقطني 2/ 589، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 62
[1] أخرجه بهذا اللفظ أحمد في المسند (21608)
[2] أخرجه بهذا اللفظ البخاري (6113)، ومسلم (781)، وانظر التمييز لمسلم، و"أطراف المسند المعتلي" 2/ 384
[3] أخرجه البخاري في عدة مواضع بألفاظ مختلفة منها (187)، (499)، ومسلم (503).