. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . S

= " فأما قولهم: الصحفي والتصحيف فقد قال الخليل: إن الصحفي الذي يروي الخطأ عن قراءة الصحف باشتباه الحروف وقال غيره أصل هذا أن قوماً كانوا أخذوا العلم عن الصحف من غير أن يَلْقَوْا فيه العلماء فكان يقع فيما يروونه التغيير فيقال عنده: قد صحفوا أي رَوَوْه عن الصحف وهم مصحفون والمصدر التصحيف)

وهذا التصحيف والتحريف قد يكون في الإسناد أو في المتن من القراءة في الصحف وقد يكون أيضا من السماع لاشتباه الكلمتين علي السامع.

وقد يكون أيضا في المعني ولكنه ليس من التصحيف علي الحقيقة بل هو من باب الخطأ في الفهم.

فمن ذلك: العوام بن مرُاجِم -بالراء والجيم- القيسي يروي عن أبي عثمان النهدي روى عنه شعبة صحف يحيي بن معين في أسم أبيه فقال "مزاحم" بالزاي والحاء المهملة [1]

ومنه حديث روي عن معاوية قال "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يُشَقِّقُون الخُطَب تشقيق الشِّعْر) [2] صحفه وكيع فقال "الحَطَب" بالحاء المهملة المفتوحة بدل الخاء المعجمة المضمومة [3].

ونقل ابن الصلاح [4]: أن ابن شاهين صحف هذا الحرف مرة في جامع المنصور فقال بعض الملاحين: "يا قوم فكيف نعمل والحاجة ماسه؟ ! "

ومنه أيضا فيما ذكره المؤلفون هنا "خالد بن علقمة" فقالوا: إن شعبة صحفه إلي "مالك بن عرفطة" [5] وهو يسمى عندهم: (تصحيف السماع). =

_____

[1] انظر العلل ومعرفة الرجال (3564)، "المؤتلف والمختلف" للدارقطني 4/ 2077، 2078 طبعة دار الغرب الإسلامي.

[2] أخرجه أحمد في مسنده برقم (16900) بلفظ "يشققون الكلام"، والطبراني في الكبير برقم (848)

[3] أخرجه الخطيب في الجامع برقم 619.

[4] انظر المقدمة ص 475، 476

[5] انظر التاريخ الكبير 3/ 163، وعلل ابن أبي حاتم 1/ 614 طبعة الحميد، والثقات =

طور بواسطة نورين ميديا © 2015