. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . S
= قلت: المحتج بذلك هو الحافظ عماد الدين بن كثير ذكر ذلك في أوائل تفسيره [1/ 167]، والحديث رواه الحسن بن عرفة في جزئه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وله طرق كثيرة أوردتها في الأمالي. وفي بعض ألفاظه: "بل قوم من بعدكم، يأتيهم كتاب بين لوحين، يؤمنون به، ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرًا".
أخرجه أحمد والدارمي (2744) والحاكم من حديث أبي جمعة الأنصاري [1] وفي لفظ للحاكم (6993) من حديث عمر: "يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه. فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيماناً" [2].
وهذا الاستدلال الذي ذهب إليه ابن كثير هنا وفي تفسيره (ج 1 ص 74 - 75 طبعة المنار)، وارتضاء البلقيني والسيوطي [3]-: فيه نظر.
ووجوب العمل بالوجادة لا يتوقف عليه، لأن مناط وجوبه إنما هو البلاغ، وثقه المكلف بأن ما وصل إلى علمه صحت نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والوجادة الجيدة التي يطمئن إليها قلب الناظر، لا تقل في الثقة عن الإجازة بأنواعها لأن الإجازة - على حقيقتها- إنما هي وجادة معها إذن من الشيخ بالرواية. ولن تجد في هذه الأزمان من يروي شيئاً من الكتب بالسماع، إنما هي إجازات كلها، إلا فيما ندر.
والكتب الأصول الأمهات في السنة وغيرها-: تواترت روايتها إلى مؤلفيها بالوجادة ومختلف الأصول العتيقة الخطية الموثوق بها، ولا يتشكك في هذا إلا غافل عن دقة المعنى في الرواية والوجادة، أو متعنت لا تقنعه حجة.
ثم إن السيوطي في ألفية المصطلح [4] أشار إلى اعتراض بعض العلماء على =
_____
[1] قال الشيخ الألباني: " حديثه في المسند 4/ 106 وليس بهذا اللفظ، وليس فيه ذكر الكتاب، وراجع المشكاة 3/ 293، والضعيفة 647 - 649".
[2] أخرجه أبو يعلى في مسنده (160)، والبزار في مسنده (289)، والحاكم في مستدركه (6993).
[3] محاسن الإصطلاح (ص: 360 - مع المقدمة)، والسيوطي في التدريب (1/ 491)
[4] البيت رقم 430، حيث قال: " فإن يقل: فمسلم فيه ترى وجادة، فقل أتى من آخرا.