. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . S
= مسلم بن الحجاج، صاحب الصحيح، فقد انتقدوا عليه بعض أحاديث مروية بالوجادة، والوجادة - كما تقدم حكمها- منقطعة، لأنها ليست من الرواية [1].
والذي ذكره هو في التدريب [2]، ورأيناه في صحيح مسلم، ثلاثة أحاديث، هي: حديث عائشة: "تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين"، "صحيح مسلم ج 1 ص 401 طبعة بولاق" [3]، وحديثها أيضاً: "قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم إذا كنت عني راضية" [4]، (ج 2 ص 244). وحديثها أيضاً: "إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتفقد يقول: أين أنا اليوم؟ أين أنا غدًا؟ " [5] ج 2 ص 245)، وكلها بهذا الإسناد: "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: وجدت في كتابي: عن هشام عن أبيه عن عائشة".
وقد أجاب في الألفية عن هذا النقد - تبعا للرشيد العطار- بأن مسلما روى الأحاديث الثلاثة من طرق أخرى موصولة إلى هشام وإلى أبي أسامة.
وهذا الجواب صحيح في ذاته، لأن مسلماً رواها كذلك.
وأجاب في التدريب [6] (ص 149) بجواب آخر، وهو: "أن الوجادة المنقطعة: أن يجد في كتاب شيخه، لا في كتابه عن شيخه، فتأمل".
وهذا الجواب هو الصحيح المتعين هنا، لأن الراوي إذا وجد في كتاب نفسه حديثاً عن شيخه كان على ثقة من أنه أخذه عنه، وقد تخونه ذاكرته، فينسى أنه سمعه منه، فيحتاط - تورعاً- ويذكر أنه وجده في كتابه، كما فعل أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله [7] [شاكر].
_____
[1] انظر التدريب 1/ 488
[2] تدريب (1/ 488)
[3] رقم (1422). ووصله في الرواية التي بعده مباشرة
[4] رقم (2439) ووصله في الرواية التي بعده مباشرة
[5] رقم (2443)، ووصله في الرواية التي بعده مباشرة
[6] تدريب (1/ 489)
[7] قال الشيخ الألباني: " هذا وهم، فإن الاعتراض على مسلم لأنه روى عن أبي بكر بن أبي شيبة عن هشام وجادة، وأن أبا بكر لم يسمع من هشام وإنما يروي عنه بالواسطة، كأبي أسامة وابن علية، وغيرهما.
وعليه؛ فهو-أعني هشاما- ليس شيخا لأبي بكر، خلافا لما يوهمه كلام الشارح رحمه الله.