له، قال أبو النجم:
ثم زهته ريح غيم فازدهى
قال: ولا أعرف زها النخل على مثال فَعَل إنما هو أزهى على مثال أفعل وهو مزه على مثال مفعل.
قال: ولا يقال أنت أزهى من فلان ولا أنت أجنّ من فلان، كما لا يقال أنت أزكم من فلان ولا أنت اضرب من فلان إذا كان المخاطب مضروبا إلا أن يكون ضاربا.
قال أبو حاتم، فقلت للأصمعي: فهل يقال أنت أزهى من غراب؟ قال: لا ولكن يقال زهو الغراب كأنك قلت زهيت زهو الغراب. قلت: فهل يقال من الحمى ما أحمّه وما أوعكه؟ والوعك الحمى. قال: لا ولا يقال ما أزهاك وما أجنّك ولا ما أزكمك ولا ما أحمّك ولا ما أولَعَك ولكن يقال ما أشد ولوعك بفتح الواو وإيلاعك بكسر الهمزة ولا يقال ما عناني بأمرك وما اشغلني عنك كله قياس واحد لأنك تقول عُنيت بالأمر وشُغِلت به وهو مفعول به.
وقال أبو زيد: قال أبو السقر: قد زها النبت يزهو زَهْوًا وزُهوّا إذا بلغ على مثال فَعْل وفُعُول وإذا وردت الإبل فشربت ثم مدّت من وجهها ذلك ليلة أو أكثر من ذلك في طلب المرعى ولم ترع حول الماء الحمض قيل زهت تزهو زهوا وزهوتها فأنا أزهوها زهوا بفتح الهاء في الماضي والمستقبل وسكونها في المصدر. والزهو السوق منك لها وأنشد:
وأنت استعرت الظبيَ جيدا ومقلة ... من المؤلفات الزهو غير الأوارك