39 - كان رد الفعل الإسلامي عظيماً إزاء هذه النتيجة التي أسفرت عنها الحملة الصليبية الخامسة، فكانت فرحة المسلمين عظيمة بعودة دمياط إليهم، خاصة الفقهاء والعلماء والشعراء الذين أخذوا يتبارون في إنشاد قصائد التهاني بهذا النصر الكبير معبرين فيها عن مدى فرحتهم ومدى إحساسهم بأهمية عودة دمياط إلى المسلمين.
40 - أبرم الملك الكامل اتفاقية مع الصليبيين مدتها ثمان سنوات نصت على إطلاق كل فريق ما عنده من الأسرى وتم للأيوبيين القضاء على الحملة الخامسة نتيجة لتعاونهم وخطتهم المحكمة.
41 - كثرت محاولات خلع الملك الكامل والتمرد عليه بالرغم من شجاعته، وحسن تدبيره، فكثر عنده الشك في مدى إخلاص العاملين من القادة والوزراء فكان كلما شك في إخلاص بعضهم عزلهم وصادر أموالهم.
42 - كان الملك الكامل يتمتع بجميع السلطات إذ كان يشرف على جميع شؤون الدولة الداخلية والخارجية ويرسم سياستها، فهو الذي يعين ويعزل ولي العهد، ونائب الملك والوزير وأمراء الجيش والقضاة ونظارين الدواوين وكبار الموظفين ويعقد المعاهدات ويعلن الحرب يساعده عدد من القادة والوزير، ونواب الولايات والولاة وكان يساعد الملك الكامل نائب له في كل ولاية وكان النائب يقوم مقام الملك في شؤون ولايته كافة فهو النائب وقائد الجيش وينفذ القوانين ويوقع المراسيم وحافظ الملك الكامل على التقسيمات الإدارية التي كانت سائدة في عهد والده العادل.
43 - حرص الملك الكامل على توفير الأمن الداخلي في البلاد وأقام في كل طريق خضراء (حراساً) للمحافظة على سلامة المسافرين وضرب على أيدي اللصوص بيد من حديد، فأطمأن الناس في سفرهم ولاسيما أثناء أدائهم فريضة الحج، ونقل تجارتهم وقد عرف الملك الكامل بأنه كان حازماً سديد الرأي حسن التدبير.