29 - عندما تولى الملك الكامل السلطنة تصدى للغزاة الصليبيين في الحملة الصليبية الخامسة وكانت جهوده مشكورة، وعمل على استنزاف القوات الصليبية وحرمها من الراحة والهدوء وطلب المدد والعون من إخوانه، فوصل الملك المعظم من الشام فقوى قلب الملك الكامل.

30 - بدأ الصليبيون بإحكام الحصار حول مدينة دمياط من البر والبحر وضيقوا على أهلها، ومنعوا وصول الأقوات إليهم، وبدأت حاميتها بالإنهيار ولكن سكان المدينة استمروا في قتال الصليبيين وثبتوا مع قلة الأقوات وكان الملك الكامل يرسل بعض العوامين ليتحسس أخبار الأهالي في دمياط ويطمئنهم على وصول النجدات إليهم.

31 - شدّد الصليبيون الحصار على دمياط وضيَّقوا على أهلها، ومنعوا وصول الأقوات إليها، وفي المقابل كانوا متحصنين داخل معسكراتهم المحاطة بالخنادق والأسوار وتعذر على الكامل محمد إمداد المدينة بالرجال والمؤن وبدأت حاميتها بالإنهيار وأخيراً سقطت دمياط في 25 شعبان 616هـ/تشرين 1219م.

32 - كان أسلوب الصليبيين في دمياط بربرياً همجياً، متخلفاً بعيداً عن الحضارة والقيم الإنسانية النبيلة.

33 - ظل الملك الكامل مرابطاً في المعسكر الذي أطلق عليه فيما بعد المنصورة وقد اتخذ كثيراً من الإجراءات لإشغال الصليبيين ووقف زحفهم على القاهرة، فوضع بعض السفن الإسلامية في بحيرة تنيس لمناوشته الصليبيين وكلف الكثير من الفرسان والعربان بالإغارة على القوات الصليبية باستمرار وشجع على أسر أو قتل الصليبيين وخصص المكافآت لكل مسلم يأسر عدواً، وقد نجح المسلمون في أسر آلالآف من العساكر الصليبية أثناء هذه المناوشات والغارات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015